هل توجد مزايا لبَدْء القراءة للطفل في سنٍّ صغيرة؟

غالبًا ما يحبُّ الصّغار الحديث والكلام دون انقطاع، لكن يحتاج الصّغار إلى تنمية مهارات الاستماع والإنصات، ويتضح هذا السلوك جليًّا في فصول الروضة، حيث تضج الغرفة- غالبًا- بأصوات الصّغار المتداخلة، ونادرًا ما تستطيع المعلِّمة السيطرة عليهم وجعلهم جميعًا ينصتون إليها.

ومن مزايا بَدْء القراءة للطفل في سن صغيرة ما يلي:

1- تحسين مهارات الاستماع:

أثبتت البحوث والتطبيقات أنه عندما تُعوِّد نفسك على قراءة القصص للأطفال منذ الصغر، تنمِّي لدى الطفل مهارة الاستماع، وبالتَّالي تغرس لديه سلوكيات وآداب الاستماع.

وأكدت كثير من الدِّراسات أن الأطفال يستوعبون الكثير من الكلمات التي يسمعونها، ثم بعد ذلك يستخدمونها في حياتهم لاحقًا. لذلك، فإن قراءة القصص منذ وقت مبكر من عمر الصِّغار، تعزِّز لديهم مهارات الاستماع.

2- تحسين مهارة التواصل لدى الطفل:

حيث يراقب الطفل تطوُّر الشخصيات داخل الحكاية وتفاعلات بعضها مع بعض، وهذا الأمر يقوِّي مهارة التواصل عند الطفل. كما أن قراءة الكتب والقصص للطفل تقوِّي العلاقة بين الطفل وأهله؛ فأوقات القراءة تكون فرصة رائعة لقضاء وقت ممتع مع الأطفال. كذلك، فإن الطفل أثناء هذه الأوقات يُكوِّن ذكريات رائعة تجمعه مع الأهل، لتبقى هذه الأوقات محفورة في عقله عندما يكبر.

3- تعزيز وتنمية العاطفة عند الأطفال:

تعتبر القراءة طريقة فعالة جدًّا لزيادة وتعزيز العاطفة عند الأطفال؛ فالأطفال يستكشفون في خيالهم شخصيات القصة، والأماكن، والأحداث، وخاصة عند قراءة القصص الأدبية.

4- زيادة عدد المفردات:

تساعد قراءة القصص الأطفال على زيادة مفرداتهم لاستخدامها في حياتهم لاحقًا، وخاصة في المراحل المدرسية. وكلما كثرت القصص التي يتم قراءتها للأطفال، ازداد القاموس اللغوي للطفل؛ لذلك يجب الحرص على القراءة اليوميّة للطفل.

5- زيادة التركيز عند الطفل:

تُعدّ القراءة وسيلة فعّالة جدًّا لزيادة التركيز عند الأطفال، فعندما تقوم بقراءة قصة لطفلك، ستجده منتبهًا لك، وبكامل استيعابه وتركيزه، وهذه الأمور تساعد على زيادة تركيز وذكاء الطفل، وسرعة الحفظ لديه. كما توجد الكثير من الفوائد الأخرى التي ستظهر على الطفل خلال المراحل التعليمية، وستُسهّل عليه الدِّراسة كثيرًا.

خلصت دراسة بجامعة ولاية أوهايو، إلى أن الأطفال الصِّغار الذين يقرؤون خمس مرات يوميًا (حتى لو تكرَّرت الكتب)، سوف يسمعون ما يقرب من 1.5 مليون كلمة بحلول الوقت الذي يبلغون فيه سن الخامسة، مما يعزِّز تطوّر لغتهم، ويضع أساسًا قويًّا للنجاح في المدرسة.

اختار الباحثون بشكل عشوائي 30 من أكثر الكتب المطبوعة انتشارًا، و30 من أكثر الكتب المصوَّرة انتشارًا، كما حدَّدتها مكتبة كولومبوس متروبوليتان، وقاموا بتجميع عدد الكلمات في كل كتاب. وبحسب النتائج التي توصلوا إليها، احتوت الكتب المقوَّاة على 140 كلمة في المتوسط​​، بينما احتوت الكتب المصوَّرة على 228 كلمة في المتوسط.

باستخدام هذه المعدَّلات، قام الباحثون بحساب عدد الكلمات التي قد يسمعها الطفل منذ الولادة وحتى سن الخامسة، اعتمادًا على مزيج من الكتب المقوَّاة والكتب المصوّرة. وبناءً على حساباتهم، فإن الأطفال الذين يقرؤون مرة أو مرتين في الأسبوع يسمعون 63.570 كلمة، بينما يسمع الأطفال الذين يقرؤون ثلاث إلى خمس مرات في الأسبوع 169.520 كلمة. ستساعد القراءة اليومية الطفل أن يستمع إلى ما يقرب من 29660 كلمة، أما قراءة خمس كتب يوميًّا فيكون الطفل قد سمع حوالي 1.483.300 كلمة في سن الخامسة!

وعلى الرغم من أن كتب الأطفال المصوَّرة والمُقوَّاة تعرض مجموعة أبسط من المفردات عن كتب الفصول مثلا، فإن العديد منها يحتوي على كلمات نادرًا ما توجد في المحادثات اليوميَّة، وهذا هو السبب في أن القراءة مهمة جدًّا للتعرّف على اللغة (حتى للأطفال الأكبر سنًّا)، وعادة لا تكون الأحاديث اليومية غنية بالمفردات مثل الكتب.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للحديث بعد القراءة، والذي يناقش فيه الآباء كتابًا مع أطفالهم، أن يعزِّز مفردات الطفل بشكل أكبر. وعلى الرغم من أن الأطفال قد لا يفهمون تمامًا كل كلمة يسمعونها، فإن هذا التعرُّض المبكر يجهِّزهم للحالات المستقبلية التي قد يواجهون فيها هذه الكلمات في الكتب المطبوعة، مثل المدرسة.

قد تبدو خمس قراءات في اليوم هدفًا ساميًا، ولكن يمكنك البَدْء بإضافة كتاب واحد فقط إلى روتينك اليومي. قم ببناء مكتبتك المنزلية بمجموعة متنوعة من الكتب التي تستمتع بها أنت وطفلك، وتفاعل مع المحادثات النصيَّة الإضافية بعد القراءة.