لا تفوّتي قصة قبل النوم لطفلكِ بعد اليوم!

لا يُعدُّ موعد جلوسك مع طفلكِ لرواية قصة ما قبل النوم، طقسًا تقليديًّا عاديًّا تمارسينه كل ليلة مع طفلك كي ينام وحسب، بل يُعدُّ هذا الموعد على بساطته واحدًا من أروع الأساليب التي يحث عليها العلم الحديث؛ نظرًا لما فيه من فوائد لطفلك تتعلق من جوانب عدة ببنائه النفسي والاجتماعي والتعليمي.

تلعب القصص دورًا مهمًّا جدًّا في تنمية طفلكِ وتربيته، وبخاصَّة في مرحلة ما قبل المدرسة؛ لأنها تُعدُّ نافذة له على العالم الخارجي، يتعلم من خلالها كثيرًا من المعارف عن البيئة المحيطة به.

في هذا المقال، سنلقي الضوء على مجموعة من هذه الفوائد التي يجنيها الأطفال من استماعهم لقصة ما قبل النوم.

فوائد قصص ما قبل النوم:

غرس القيم في نفوس الأطفال

من أولى فوائد قصص ما قبل النوم وأهمها، أنّها تغرس الفضائل في نفوس الأطفال، إذ يمكن من خلال هذا الوقت القصير أن تغرس الأم كثيرًا من القيم الإيجابية في نفوس أطفالها، والتي تبقى معهم إلى أن يكبروا، فيمكن من خلالها أن تحدِّثهم عن شخصيات تحمل قيمًا عديدة، كالحكمة والصدق والرحمة، وغيرها من الصفات الإيجابية التي تغرس في نفوس الأطفال الخير والمُثل، عبر المواقف التي تؤديها الشخصيات والحوارات البنّاءة التي تدور فيما بينها، والحِكَم التي يتم استنباطها في نهاية القصة.

تعزيز مهارات الاستماع

الفائدة الثانية لقصة ما قبل النوم أنها تعزِّز مهارات الاستماع لدى الطفل، وذلك لأنه من الصعب أن نجذب انتباه الطفل ونحافظ على تركيزه لوقتٍ طويل، لذا تكون القصة خيارًا مناسبًا للمحافظة على انتباهه واستماعه لموضوع معين، بعد إثارة تشويقه وفضوله لمعرفة أحداث القصة وتطوراتها، وبهذه الطريقة يعتاد الطفل الاستماع والحصول على المعلومة المهمّة بصبرٍ وهدوء، كما أنه بهذه الطريقة يتقبَّل الآراء الأخرى، ويفسح المجال للآخر كي يعبّر عن نفسه.

تعزيز الخيال

لا يقلّ تعزيز الخيال لدى الأطفال أهميةً عن تعزيز مهارات الاستماع؛ إذ يشجّع سرد القصص خيال الأطفال على الانطلاق مع تطور القصة، وهو يختلف إلى حدٍ كبير عن مشاهدة شيء ما على الشاشة، إذ يتخيل الطفل أشكال الشخصيات وزمانها ومكانها، وينتقل في عقله إلى تلك الأجواء التي يسمعها عبر الكلمات، وهذا الخيال من شأنه أن يعزِّز إبداعه ويجعله منفتحًا أكثر على الأفكار الجديدة.

زيادة الفهم الثقافي لدى الأطفال

يفتح سرد القصص أعين الأطفال على أماكن وثقافات جديدة، تجعلهم يتخيلون أنفسهم مكان الشخصيات، ممَّا يطوِّر تعاطفهم في أثناء محاولتهم فهم أفعال الشخصيات، كما تزيد القصص من قدرتهم على التعبير عن أنفسهم، وتشجعهم على إيصال أفكارهم ومشاعرهم وأفكارهم عند القيام بسرد القصص، فضلًا عن امتلاكهم لمفردات وكلمات جديدة.

شحذ الذاكرة

يُعدُّ سرد القصص طريقة ممتازة لشحذ ذاكرة الطفل؛ فعندما تقرأ له الأم قصة يمكنها إجراء مراجعة أو مطالبته بتذكر بعض التفاصيل، من خلال طرح أسئلة يمكنها من خلالها أن تتعرَّف على مقدار المعلومات التي احتفظ بها، كما يمكن للأم في نهاية القصة أن تختبر ذاكرة الطفل في حفظه للأحداث والحوار الذي تجريه الشخصيّات فيما بينها.

سهولة التعلُّم

يعد سرد القصص طريقة جيدة لإعداد الأطفال للمدرسة؛ فهي تجعل التعلُّم أسهل وطبيعيًّا، حيث تزيد القصص تركيز الطفل وتقوّي ذاكرته، وهذان أمران مهمَّان عند الانطلاق للتعلُّم الأكاديمي في المستقبل.

تحسين المهارات الاجتماعية

يتعلَّم الأطفال من خلال سرد القصص كيفية الانتباه والاستماع بنشاط إلى الشخص الذي يتحدث، كما يتعلَّمون كيف يكونون أكثر صبرًا عندما يستمعون إلى كلام الآخرين، وبالتالي تفتح أعينهم على أفكار الآخرين، ويفهمون كيف يختلف رأي كل شخص عن الآخر؛ فيدرك الطفل وجود الاختلافات بين أنماط الشخصيات واختلافها في ردود الأفعال.

تعلُّم طرق حل المشكلات

وذلك لأن صراعات الشخصيات داخل القصص ومواجهتها للعديد من المواقف الصعبة، تجعل الطفل يفكر بإيجاد حلول لهذه المشكلات، وبخاصة عندما يضع الطفل نفسه مكانها، ممَّا يطور مهاراته في تحديد المشكلات وتحليلها، وإيجاد حلول لها، فضلًا عن أن الطفل بهذه الطريقة يتعلَّم أن الألم والمشكلات جزء من الحياة، كما هي الأوقات السعيدة أيضًا، ممَّا يساعد على أن يكون الطفل جاهزًا بصورة جيدة لمواجهة الحياة بمعاناتها وأحداثها المختلفة.

طرق فعَّالة لقراءة قصص قبل النوم

لكي تحققي هذه الفوائد من قراءة قصص قبل النوم لطفلكِ، يمكنك أن تراعي مجموعة من الطُّرق الفعّالة التي تحقق الفائدة، وتجعل جلسات سرد القصص ممتعة وجذابة لطفلكِ، وهي:

  1. التخطيط للقصة بشكل جيد، فلا يكون اختيارها عشوائيًّا أو مكرّرًا، بل تُنتقى بعناية وتركيز على المضمون الذي تقدمه للطفل.
  2. استخدام اللغة السهلة التي يستطيع الطفل فهمها، والابتعاد عن اللغة الصعبة والتراكيب غير المفهومة؛ كي لا يشرد ذهن الطفل عن القصة بسبب عدم فهمه لها أو عدم انجذابه لأحداثها.
  3. التلوين الصوتي حسب الموقف، فهذا من شأنه أن يضفي على الجلسة متعةً وإيقاعًا يصعب نسيانه، فخفض الصوت ورفعه بحسب النص يساعد على فهمه، ومن خلاله يدرك الطفل الانتقال بين الشخصيات والمشاهد.
  4. الحثُّ على المشاركة مع الطفل، وإفساح المجال له كي يبدي رأيه فيما يجري، ومناقشة وتبادل وجهات النظر معه حول ما يحدث من مجريات داخل القصة.

بعد هذا الاستعراض لفوائد سرد القصة للأطفال، أصبح من الضروري أن نعرف أن الأمر لم يعد ثانويًّا يفعله الوالدان بلا اهتمام، بل هو أمر مهمّ يجب أن يخصِّصا له وقتًا كافيًا قبله وفي أثنائه؛ لأنه سيكون فرصتهم المثالية لتعريف أطفالهم أشياء كثيرة عن العالم والحياة، لم يسبق لهما مواجهتها من قبل، بالإضافة إلى كونها فرصة للتواصل العاطفي الحقيقي بين الطفل ووالديه، بعيدًا عن الأجهزة الإلكترونية التي تقدم الرسوم المتحركة والمقاطع الجذّابة، إلا أنها تحرمهم من جمال ومتعة الجلوس في أحضان والديهم.

تُرى، كم من الوقت تقضينه في سرد ​​القصص لطفلكِ؟

المرجع:

8 Amazing Benefits of Storytelling for Kids – Learn at Cornerstone