أهمية النوم وأثره على صحة الأطفال وأدائهم الدراسي.. وكيفيَّة تهيئة بيئة نوم مثالية للطفل

النوم لبنة أساسية للصحة العقلية والجسدية للطفل، وهو عملية ديناميكية تنشأ وتتغير كلما كبر الطفل.

عرض شهر ديسمبر تخفيض إضافي 5% على الاشتراك السنوي

“لا أرغب في النوم الآن يا أمي، دعيني أكمل اللعبة”. هذا ما قالته سلمى لأمِّها التي ردَّت على الفور قائلة: “لا يا حبيبتي، لقد حان وقت النوم”. أطفأت الأم مصباح الغرفة، ثم قالت: “اتركي هاتفكِ الآن يا سلمى. سوف أحكي لكِ قصة نوم ممتعة”. وخلال دقائق معدودة، راحت سلمى في نوم عميق.

يعتاد الأطفال السهر خلال الإجازات المدرسية، ولا يلتزمون بمواعيد نومهم المنتظمة التي اعتادوها طيلة العام الدراسي، ممَّا يؤدي إلى صعوبات في العودة إلى نمط النوم المعتاد بعد انتهاء الإجازة وبدء العام  الدراسي.

بحسب موقع وزارة الصحة السعودية، فإن النوم لبنة أساسية للصحة العقلية والجسدية للطفل، وهو عملية ديناميكية تنشأ وتتغير كلما كبر الطفل، وخلال فترة نموِّهم قد يتعلم الأطفال عادات مرتبطة بالنوم قد تكون حميدة أو سيئة، فما إن تنشأ هذه العادات، حتى تستمر لشهور أو لسنوات.

وقد أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يحصلون على قدر كافٍ من النوم بانتظام حققوا تحسنًا كبيرًا في الانتباه والسلوك والتعلُّم والذاكرة والصحة العقلية والبدنية بشكل عام، مقارنة بغيرهم من الأطفال الذين لم يحصلوا على قسط كافٍ من النوم.

ويؤدِّي عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم إلى حدوث مشكلات صحية ودراسية، سوف تتعرَّف عليها في السطور التالية بهذا التقرير.

كم ساعة من النوم يحتاج إليها الطفل يوميًّا؟

لا شكَّ أن الأطفال من مختلف الأعمار يحتاجون إلى ساعات مختلفة من النوم يوميًّا، ومن المؤكد أن الأطفال الأصغر سنًّا يحتاجون إلى مزيد من النوم مقارنة بالأطفال الأكبر سنًّا.

ووفقًا للأكاديمية الأميركية لطب النوم، يحتاج الأطفال في المتوسط ​إلى الساعات الآتية من النوم يوميًّا:

  • الرُّضع من 4-12 شهرا يحتاجون إلى 12-16 ساعة.
  • الأطفال من سنة إلى سنتين يحتاجون إلى 11-14 ساعة.
  • الأطفال من 3-5 سنوات يحتاجون إلى 10-13 ساعة.
  • الأطفال من 6-12 سنة يحتاجون إلى 9-12 ساعة.
  • المراهقون من 13-18 سنة يحتاجون إلى 8-10 ساعات.

وقد حُدِّدت هذه الأوقات بناءً على ما خلصت إليه لجنة مؤلفة من 13 خبيرًا درسوا وحللوا 864 مقالة علمية، كما ذكرت الأكاديمية في تقريرها.

تجدون على مكتبة نوري العديد من قصص النوم، ومنها:

  • واحد، اثنان، ثلاثة
  • بعيدًا عن لملم
  • ماما لم أنم بعد
  • وسادة الأحلام
  • حنين
  • الدُّوب دُوب الثلاثة
  • نام اليربوع الصغير

يمكنك الاشتراك في قسم النوم على نوري بالضغط هنا

أثر قلة النوم على صحة الأطفال وأدائهم الدراسي

النوم مهم لصحة الطفل وعافيته بوجه عام؛ فالأطفال الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم، يمكن أن يواجهوا مشاكل في الوزن، ويصابون بمستويات أعلى من التوتر، وقد يواجهون مشاكل في المدرسة.

وتتمثل التأثيرات السلبية لعدم حصول الأطفال على قسط كافٍ من النوم فيما يلي:

زيادة التوتر وضعف العضلات

يؤكد الخبراء أنه في أثناء النوم، يمر الجسم بدورات مختلفة، وكلها جزء من إيقاع الساعة البيولوجية. وفي أثناء حدوث ذلك، ينتج الجسم هرمونات مثل الميلاتونين الذي يسهم في النوم الصحي، والكورتيزول الذي ينظم الإجهاد، والغريلين الذي ينظم الجوع، وهرمون النمو الذي يساعد العظام والعضلات على النمو. وعندما لا ينام الأطفال بشكل كافٍ، لا يكون الجسم قادرًا على إدارة هذه الهرمونات بشكل صحيح، ممَّا يؤدي إلى معاناة الأطفال من زيادة التوتر، وزيادة الوزن، وضعف العضلات.

فرط الحركة ونقص الانتباه

الطفل الذي يعاني نقصًا في النوم يمكن أن يتأرجح بين أن يكون غاضبًا أو لديه فرط نشاط، مع تأثيرات يمكن أن تحاكي اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ويمكن أن يؤثر النعاس أيضًا في قدرة الطفل على الانتباه؛ ممَّا يؤثر على أدائه بالمدرسة.

مخاطر مستقبلية على القلب والأوعية الدموية

وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) هناك أيضًا أدلة على أن قلة النوم في الطفولة قد تحمل مخاطر مستقبلية على القلب والأوعية الدموية في شكل السمنة، والسكري، وارتفاع ضغط الدم.

التأثير على صحة الدماغ

وجد باحثون من جامعة ميريلاند الأميركية، أن الأطفال الذين ينامون أقل مما ينبغي في سن مبكرة لديهم اختلافات فسيولوجية كبيرة في الدماغ، وعلامات وصفات معرفية معينة في السنوات التي تلت ذلك، كما أظهرت دراسات علمية عديدة، أن البالغين الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم معرضون لخطر الإصابة بأمراض خطيرة مرتبطة بالدماغ.

ضعف الأداء الدِّراسي

يعاني الأطفال الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم من تراجع مستوى أدائهم الدراسي، بخلاف أقرانهم الذين يحصلون على القسط الكافي من النوم، فوفقًا لدراسة تم تقديمها في المؤتمر والمعرض الوطني للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال (AAP) عام 2019، في مدينة نيو أورليانز الأميركية، وجد الباحثون أن 48% من الأطفال، الذين ينامون بشكل كافٍ، لديهم احتمالية أعلى بنسبة 44% لإظهار الفضول في تعلم معلومات ومهارات جديدة، وكانوا أكثر عرضة بنسبة 33% لإتمام جميع واجباتهم المدرسية.

تهيئة بيئة نوم مثالية للأطفال

يقدم خبراء مستشفى جونز هوبكنز المتخصص بطب الأطفال عددًا من النصائح المهمة للأمهات والآباء لمساعدة الأطفال في الحصول على القدر الموصى به من النوم.

وتتلخص هذه النصائح فيما يلي:

  1. ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم خلال النهار ستساعدهم على الاسترخاء بشكل أسرع في الليل، ولكن بشرط أن تتوقف تلك التمارين قبل ثلاث ساعات على الأقل من موعد النوم.
  2. التوقُّف عن استخدام الإلكترونيات والشاشات قبل النوم بساعة على الأقل؛ فضوء الهواتف والأجهزة اللوحية لا يضر بالعينين فحسب، بل قد يزيد أيضا من صعوبة النوم.
  3. عدم تناول الطفل أي مشروبات تحتوي على السكر والكافيين خلال ثلاث ساعات قبل وقت النوم.
  4. تخفيف الأضواء في كافة أرجاء المنزل، وبالذات في غرف الأطفال.
  5. إعادة الطفل إلى غرفته إذا استيقظ في أثناء الليل، بأقل قدر ممكن من الضجة.
  6. القيام بأشياء محددة يوميًّا قبل النوم، مثل أخذ الحمام اليومي أو حكاية ما قبل النوم، تؤدي إلى شعور الطفل بالراحة والاسترخاء، ممَّا يوفر أجواء نوم مثالية.

قسم النوم على مكتبة نوري

توفر مكتبة نوري الرقمية للأطفال قسمًا خاصًّا بالنوم يضم عدة أرفف هي:

رفّ قصص النوم:

يحتوي على قصص راديو مكتوبة بشكل يساعد على الاسترخاء والنوم، من خلال تقنيَّات معينة في الكتابة، وطريقة السرد الصوتي، وهي مدعومة ببعض المؤثرات الصوتية التي تُسمَّى (الضوضاء البيضاء).

رفّ حكايات الجدَّات:

يحتوي على قصص صوتية، سواء كانت مصورة ومسجلة أو راديو، تكون الجدة فيها هي الراوي بشكل أساسي لحواديت الأطفال وقصص النوم.

رفّ قصص قبل النوم:

يحتوي على قصص صوتية مصوَّرة تناسب وقت النوم.

رفّ قصص التفكُّر والتأمُّل:

يحتوي على القصص التي تعلم الطفل التأمُّل والتفكُّر في الأمور والأشياء من حوله، حيث إن التأمُّل والتفكُّر من الأفعال التي تساعد على الاسترخاء الذهني والجسدي قبل النوم.

يمكنك الاشتراك في قسم النوم على نوري بالضغط هنا


لا شك أن النوم نعمة كبيرة من الله (سبحانه وتعالى) بها علينا، ومن مبادئ التربية السليمة ألَّا تسمح لأطفالك بالسهر كما يحلو لهم؛ حيث إن تحديد موعد ثابت للنوم والالتزام به أمر ضروري وأساسي لضمان نمو صحي وأداء دراسي أفضل للأطفال.