وقت الشاشة عند الأطفال.. الآثار السلبية وطرق الحل

الشاشات الصغيرة هي النوافذ الكبيرة لمستقبل أطفالنا.

عرض اليوم الوطني السعودي تخفيض إضافي 25% على الاشتراك السنوي

لا شك أن أكثر ما يشغل الآباء والأمهات في وقتنا الحالي هو الحفاظ على صحة وسلامة أطفالهم من ناحية، والحرص على توفير بيئة صحية آمنة تضمن أمنهم وسلامهم من الناحيتين النفسية والسلوكية من ناحية أخرى.

هذا، وتعدُّ الشاشات الصغيرة هي النوافذ الكبيرة لمستقبل أطفالنا، ولكن يلزم أن تكون النوافذ بأبواب محكمة؛ فالأطفال ينمون في عالم مليء بالوسائل التكنولوجية المختلفة، ممَّا يجعل الوصول إليها سهلًا جدًا، لكن مع تحديد وقت الشاشة ومراقبة الآباء، يمكن أن تتحول الشاشة إلى أداة تعليمية مفيدة.


مفهوم وقت الشاشة

يشير وقت الشاشة إلى مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال في استخدام الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر وأجهزة التلفزيون وأجهزة الألعاب. 

ما الحدُّ الزمني للأطفال أمام الشاشات؟

وفقًا للأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين (AACAP)، يقضي الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و 12 عامًا في الولايات المتحدة 4-6 ساعات يوميًا في مشاهدة أو استخدام الشاشات، ويقضي المراهقون ما يصل إلى 9 ساعات في المتوسط. 

وتوصي الأكاديمية بما يلي:

للأطفال أقل من 18 شهرًا: تجنُّب وقت الشاشة، باستثناء الدردشة المرئية.

للأطفال من عمر 18 إلى 24 شهرًا: وقت محدود أمام الشاشات مع محتوى تعليمي عالي الجودة، برفقة شخص بالغ.

للأطفال من عمر 2 إلى 5 سنوات: حدد وقت الشاشة بساعة واحدة من البرمجة عالية الجودة يوميًا.

للأطفال بعمر 6 سنوات فما فوق: قم بإعداد حدود متسقة تعطي الأولوية للأنشطة المتوازنة.

وبحسب الأكاديمية الهندية لطب الأطفال، يجب على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين تجنب الشاشات باستثناء مكالمات الفيديو العرضية.

ويجب على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2-5 سنوات تحديد وقت الشاشة بساعة واحدة. كما يجب على الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين موازنة وقت الشاشة مع الأنشطة الأخرى لأسلوب حياة شمولي. 

ومن جانبها، أوصت منظمة الصحة العالمية في عام 2019 بمنع الأطفال دون سن الثانية من الجلوس أمام الشاشات، أما الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و5 سنوات فيجب ألا يقضوا أكثر من ساعة واحدة يوميا أمام الشاشة.

ووفقًا لتقرير من المجلس العربي للبحث التربوي لدول الخليج، يقضي الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8-12 عامًا في المتوسط 4-6 ساعات يوميًا على الشاشات، بينما يمكن للمراهقين أن يقضوا ما يصل إلى 9 ساعات، وهذا أعلى بكثير من التوجيهات الموصى بها من الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، والتي تقترح عدم تجاوز ساعة واحدة يوميًا من البرمجة عالية الجودة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 5 سنوات، وحدود ثابتة لوقت الشاشة للأطفال الأكبر سنًا.

حجم المشكلة وأسبابها

في عام 2019، وجدت دراسة استقصائية شملت ألفي أسرة بريطانية لديها أطفال دون سن 14 عاما أن “الأطفال يقضون نحو 23 ساعة في الأسبوع وهم يُحدقون في شاشات هواتفهم الذكية وما شابهها”.

وفيما يتعلق بأسباب انتشار استخدام الشاشات، وجدت دراسة استقصائية أجريت على 133 من أولياء الأمور لأطفال ما قبل المدرسة، أن العديد منهم أفادوا بأنهم يفتقرون إلى وسائل ترفيه بديلة ميسورة التكلفة لأطفالهم، واشتكى آخرون من شعورهم بالإرهاق وحاجتهم إلى إنجاز أعمال في المنزل، بالإضافة إلى ظروف الطقس السيئ التي قد تحبس الأطفال لوقت طويل أمام الشاشات.

الآثار السلبية لتعرُّض الأطفال المفرط للشاشات

السِّمنة واضطرابات النوم:

تم ربط وقت الشاشة المفرط بالعديد من المشاكل الصحية كالسمنة، وانخفاض النشاط البدني، واضطرابات النوم، وضعف المهارات الاجتماعية، ما يجعل الحفاظ على التوازن بين وقت الشاشة والأنشطة الأخرى أمرًا بالغ الأهمية لضمان سلامة الأطفال بشكل عام.

قِصَر النظر:

أوضحت دراسة أُجريت تحت إشراف البروفيسور روبرت بورن، أستاذ طب وجراحة العيون بجامعة أنجليا روسكين (Anglia Ruskin University) اللندنية، ونُشرت في مجلة “ذا لانسيت ديجيتال هيلث” (The Lancet Digital Health) الطبية، وجود صلة بين الوقت الذي يقضيه الأطفال والشباب أمام الشاشة، وبين ارتفاع مخاطر وشدة قصر النظر لديهم. 

وكشفت الدراسة أن المستويات العالية من وقت التعرض للشاشات، مثل النظر إلى الهاتف المحمول، ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بقصر النظر بنسبة 30% تقريبا، وعند اقترانها بالاستخدام المفرط للحاسوب، ارتفعت المخاطر إلى حوالي 80%.

ضعف اكتساب اللغة:

حذرت دراسات من أن الأطفال يعانون من ضعف في مناطق الدماغ المسؤولة عن اكتساب اللغة والقدرات الأكاديمية بسبب كثرة استعمالهم الشاشات الإلكترونية. 

ضعف القدرة على التركيز:

تعرُّض الأطفال المفرط للشاشات يؤدي إلى مشاكل في الانتباه وتقليل القدرة على التركيز.

إعاقة النجاح الدراسي:

يمكن أن يؤثر الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات سلبًا على الوقت المخصَّص للواجبات المدرسية، ممَّا يعيق نجاحهم الدراسي.

طرق وإرشادات ضبط وقت الشاشة لدى الأطفال

1- ترك الأطفال يديرون وقت الشاشة

ترى الخبيرة في تربية الأبناء سوزان غرونر، أنه من الأفضل جعل الأطفال يديرون وقت الشاشة بأنفسهم لمدة أسبوع، وبعد ذلك، يحاول الوالدان معرفة ما الذي نجح وما الذي فشل في خطتهم، وهل تمكنوا من إنجاز واجباتهم المدرسية وممارسة بعض الأنشطة الأخرى والحصول على قسط كاف من النوم، وهل تمكنوا من مراقبة الوقت أو لا بد من وضع منبه؟

2- التنافس الأسري في تقليل وقت الشاشة

يقول كريس فلاك، الشريك المؤسس لشركة “آنبلاغ” الاستشارية للصحة الرَّقْمية: “إذا كانت عائلتك تتمتع بروح المنافسة، فاستفد من ذلك لتقليل وقت الشاشة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يتحدى الآباء أنفسهم للتخلي عن ساعتين في الأسبوع من تصفح إنستجرام، بينما الأطفال يقللون من استعمال تيك توك بنفس المقدار، ومن ينجح في تحقيق هذا الهدف يحصل على بيتزا، أما الخاسرون فيحصلون على شطائر”.

3- تشجيع الأنشطة البديلة

يساعد تشجيع الأطفال على ممارسة أنشطة متنوعة مثل الموسيقى والفن والقراءة والألعاب الرياضية على تقليل وقت الأطفال أمام الشاشة، وشغل تفكيرهم عن هواتفهم وأجهزتهم اللوحية.

4- اتِّباع قاعدة (20-20-20)

وفقًا لقاعدة (20-20-20) ينصح بأخذ استراحة لمدة 20 ثانية كل 20 دقيقة من وقت الشاشة للتركيز على شيء يبعد 20 قدمًا، ما يعادل 6 أمتار. اتِّباع هذه القاعدة يساعد على تخفيف إجهاد العين، ويقلل الضغط على الرقبة والكتفين، ويمنع أعراضًا مثل ضبابية الدماغ، كما يصرف انتباه الأطفال عن قضاء وقت طويل أمام الشاشات.

5- اليقظة الذِّهنية لدى الأطفال

تقول سوهيني روهرا، استشارية علم النفس: “يمكنغرس اليقظة الذهنية لدى الأطفال من خلال تشجيعهم على طرح الأسئلة على أنفسهم: هل أنا حاضر حقًا؟ هل أنا مركزة؟ هل يحل وقت الشاشة محل وقت اللعب؟ هل أعطي الأولوية للشاشات على التواصل الاجتماعي؟ إذ إن تلك الأسئلة تعزز اتخاذ القرارات الصحية والتنظيم الذاتي والمساءلة”.

6- وضع جدول لوقت الشاشة للجميع

من المعلوم أن الأطفال يلاحظون سلوك الكبار ويقلدونه أكثر من اهتمامهم بالتوجيهات والكلمات، لذا يمكن تحديد وقت الشاشة للجميع، كبارًا وصغارًا، بناءً على جدول زمني محدد.

7- تحديد مناطق وأوقات خالية من الشاشات

يمكن أن يحدد الوالدان مناطق لا يمكن استخدام الشاشات أثناء التواجد فيها، مثل طاولة الطعام والملعب، وأوقاتًا بلا شاشات، كبعد الاستيقاظ من النوم، وقبل النوم بساعة.

8- توجيه الأطفال إلى المحتوى التعليمي

على الوالدين توجيه أطفالهم إلى التطبيقات والبرامج التعليمية التي تعزز التعلم والتطوير، والتي يأتي على رأسها تطبيق مكتبة نوري، التي تعد أكبر مكتبة رقمية لقصص الأطفال في الوطن العربي، حيث تقدم مجموعة واسعة من الكتب تزيد عن 2500 كتابا بأشكال متعدِّدة، بما في ذلك الكتب الصوتية وسلاسل راديو نوري، فضلا عن أن محتوى محتوى مكتبة نوري باللغتين العربية والإنجليزية، ممَّا يجعلها أداة ممتازة للتعليم ثنائي اللغة، كما تتيح مكتبة “نوري” للآباء مراقبة قراءة أطفالهم واختيار المحتوى المناسب، ممَّا يضمن بيئة رقَمْية آمنة.

سارعوا إلى تحميل تطبيق نوري الآن من خلال الضغط هنا