السيره النبويه للاطفال

السيرة النبويَّة للأطفال

هم أيضًا يتساءلون مثلك.. آباء وأمهات ومعلِّمون:

 حياته ﷺ ممتلئة بالأحداث، فمن أين نبدأ؟

كيف نقرأ ملخص السيرة النبويَّة للأطفال بطريقة مشوِّقة تؤثر في شخصياتهم؟

من أعظم الخسائر أن نغفل عن تعليم صغارنا سيرته العطرة، وأثمن هدية تمنحها لطفلك أن تعلمه الاقتداء بالنبي؛ ليجني الأجر معك.
وسنرى كيف يمكن أن يطبق طفلك معك الدروس المستفادة من السيرة في حياته اليومية في البيت، ومع أصحابه وغيرهم.

السيرة النبويَّة للأطفال مكتوبة

عام الفيل

السيرة النبويَّة للأطفال


في زمان قديم، وعلى مسافة بعيدة من مكة، كان أبرهة الحبشي حاكمًا لبلد يسمَّى اليمن، وقد لاحظ مع اقتراب موسم الحج أن أهل اليمن يستعدون للسفر إلى الكعبة، يحملون معهم الهدايا والقرابين ويقدمونها للأصنام، فأراد أن يستحوذ على كل هذه الأشياء الثمينة، وفكر في تشييد كنيسة كبيرة، حجمها أكبر من حجم الكعبة.

وبالفعل، بدأ العمال والبنَّاؤون المهرة في تشييد “القُلَّيس”، كما سمَّاها أبرهة. وبدأ رجاله يدعون الناس إليها، بحيث تكون للعرب بديلًا عن الكعبة.

 

ولما سمع أحد الرجال الذين يذهبون إلى مكة للحج عن نية أبرهة، ذهب إلى “القُلَّيس” وأحدث فيه، فلما علم أبرهة بهذا الفعل المسيء ثار غضبه، وعزم على هدم الكعبة.

 

سار أبرهة بجيش كبير متوجهًا نحو الكعبة، وكان الجيش يضم آلاف الجنود، وفيهم عدد من الأفيال الضخمة التي لم يكن يعرفها أهل مكة.
وعلى مقربة من هدفه، تعرض رجال أبرهة لإبل عبد المطلب، جَدِّ النبي محمد ﷺ، وأخذوها، فذهب عبد المطلب- وهو حينئذ كبير قريش- إلى أبرهة يطلب إبله، فلما رآه أبرهة ظن أنه سيكلمه في أمر الكعبة، وأخبره أنه جاء إلى هنا لهدم البيت، لا للحرب مع القبائل أو سرقتهم، وطلب منه أن يُخَلُّوا بينه وبين الكعبة حتى يهدمها، وسيكون الجميع آمنين إذا لم يعارضه أحد،
لكن عبد المطلب رد عليه بجملته الشهيرة: “للبيت رب يحميه”، وعاد إلى قبيلته ليخبرهم بما ينوي أبرهة فعله، ونصحهم بأن يلجؤوا إلى الجبال ليكونوا في مأمن مما سيحدث.

تقدَّم الرجل أبرهة جيشه نحو البيت العتيق، وعند الاقتراب منها، رفضت الفيلة أن تتحرك تجاه الكعبة، وكانت تغير مسارها حتى بعد ضربها!

وبينما هم كذلك، أرسل الله عليهم طيرًا أبابيل تحمل في مناقيرها وأرجلها حجارة تسقط عليهم فيموتون. أما أبرهة فقد حاول الفرار مع بعض جنوده، ولكن الله أصابه بداء أهلكه، ولم يصل إلى صنعاء إلا وهو من فرط ما نزل به أصبح مثل فرخ الحمام!

قال تعالى:

﴿أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَٰبِ ٱلۡفِيلِ (1) أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِي تَضۡلِيلٖ (2) وَأَرۡسَلَ عَلَيۡهِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ (3) تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٖ مِّن سِجِّيلٖ (4) فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٖ مَّأۡكُولِۭ (5)﴾ [سورة الفيل].

 

ميلاد الرسول ﷺ ونشأته

في يوم الإثنين من شهر ربيع الأول، أضاء الكون بمولده (صلى الله عليه وسلم). فرح به جَدُّه، وقد سماه محمَّدًا، وحين سألوه عن سبب هذه التسمية قال: “أردت أن يحمده الله في السماء، وأن يحمده الخلق في الأرض”.
والده عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وأمه السيدة آمنة بنت وهب، ومرضعته حليمة السعدية.

طفولته وشخصيته قبل البعثة

وُلد يتيمًا، فقد مات أبوه قبل أن يولد، وماتت أمه وهو في السادسة من عمره، فكفله جَدُّه عبد المطلب مدة سنتين ثم مات، فكفله عمُّه أبو طالب وهو ابن ثمانية. 

عاش في بيت عمه كريمًا، وأصبحت البركة تحل عليهم بوجوده.
كان النبي الكريم شجاعًا أمينًا، رحيمًا بالحيوانات، يرعى الغنم في صغره، وكان الناس يتسابقون إليه ليرعى لهم أغنامهم.

 

* اعلم، يا صغيري، أن الأمين يكسب ثقة الناس، ويسوق الله رزقه إليه بالحلال، ويبارك له فيه. 

 

ولمَّا صار شابًّا عمِل بالتجارة، وعُرف بالصدق والأمانة؛ فهو بين أهل مكة الصادق الأمين، حتى إن أخلاقه ومهارته في التجارة كانت سببًا في أن تدعوه السيدة الثرية خديجة بنت خويلد ليسافر في تجارتها إلى الشام، ووعدته بأكثر مما تعطي التجار، وقد فعل ما طلبته، وحقَّق أرباحًا مضاعفة.

 

وكان قد صَحِبه في رحلته هذه إلى الشام غلام خديجة واسمه ميسرة ليكون في خدمته، وعندما رجع إلى مكة حكي لسيدته عن أخلاق محمد وفكره الحكيم، فأُعجبت خديجة بكل ما رأته منه.

 

* العمل بجد ونشاط يُكسِب الشخص مهارات مهمة تكون سببًا في نجاحه.

 

وبينما كان أثرياء مكة يتقدمون لخطبة السيدة خديجة، فإنها لم تكن ترى فيهم من يناسبها، وقد رأت في محمد خير زوج يشاركها الحياة، فحدَّثت صديقتها نفيسة بذلك، ثم عرضت نفيسة على محمد الزواج من خديجة، ففرح بذلك وتزوجها وهو في الخامسة والعشرين من عمره، وكان عمرها أربعين سنة.

 

بعثة الرَّسول وبداية الدعوة

عندما اقترب عمره ﷺ من الأربعين سنة، كان قلبه لا يرتاح لعبادة الأصنام التي يعبدها قومه؛ فابتعد عنهم.
كان يأخذ طعامه وشرابه ويصعد إلى مكان هادئ اسمه غار حراء في جبل النور، يجلس وحيدًا يتفكر في الكون وخلق الله.

نزول الوحي على النبي ﷺ

وفي هذا الغار، كان الله يُعدُّ نبيَّه لشيء عظيم جدًّا، وهو أن يصبح رسولًا للناس جميعًا. وبدأت تظهر له علامات النبوَّة، مثل الرؤى الصادقة التي يراها في منامه فتتحقق، حتى جاء يوم عظيم في رمضان.. يوم نزل عليه الوحي لأوَّل مرة.

نزول الوحي على النبي ﷺ

في يوم من أيام رمضان، وبينما كان النبي ﷺ في غار حراء، جاءه مَلَك عظيم هو جبريل، وقال له: “اقرأ”.

فتعجَّب النبي، وقال: “ما أنا بقارئ”! فضمه جبريل بشدة حتى بلغ منه الجَهد، ثم أرسله فقال: “اقرأ”، فقال ﷺ: “ما أنا بقارئ”! فضمه جبريل مرة ثانية، ثم أرسله فقال: “اقرأ”، فقال ﷺ: “ما أنا بقارئ”! فضمه جبريل الثالثة ثم أرسله فقال:

﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3)
الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4)﴾ [سورة القلم: 1- 4].

عاد النبي ﷺ إلى بيته يرجف فؤاده، وقال لزوجته خديجة: “زملوني، زملوني”، ولما ذهب عنه الخوف قال لها: “لقد خشيت على نفسي”.
فطمأنته قائلة:
“كلا، والله ما يخزيك الله أبدًا. إنك لتَصِلُ الرَّحم، وتَحمِلُ الكَلَّ، وتُكسِبُ المعدوم، وتَقْرِي الضَّيف، وتعين على نوائب الحق”. يعني: لا تخف، إن الله لا يترك من يساعد الناس، ويكرم الضيف، ويعين الضعفاء.

ومن ذلك، نتعلم أن:

* اعلم أن جزاء الإحسان هو الإحسان. أحسِن، يا صغيري، في كل شيء، يحسن الله إليك.
* اعلم أن الكلمة الطيّبة والدعم وقت الخوف تجعل الإنسان مطمئنًّا، واحرص على ذلك مع أهلك وأصدقائك.

بعدها ذهبت خديجة بصحبة النبي ﷺ إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وهو شيخ كبير قد تنصَّر وقرأ الإنجيل والتوراة، حكى له النبي ما حدث، فأخبره ورقة أن هذا المَلَك الذي جاءه هو الوحي الذي جاء إلى موسى من قبل.

وكان ذلك بداية الرسالة العظيمة التي حملها النبي ﷺ للعالم كله.

كيف كان يدعو إلى الإسلام؟

قام النبي ﷺ بالدعوة إلى الله في سرًّا، وقد بدأ بأهل بيته والمقرَّبين إليه؛ حتى لا يتفاجأ أهل مكة ويعارضوه.

وكان أوائل من أسلم: زوجته السيدة خديجة (رضي الله عنها)، وخادمه زيد بن حارثة، وابن عمه علي بن أبي طالب، وصديقه أبو بكر الصديق (رضي الله عنهم) جميعًا.

وكان أبو بكر محبوبًا بين قومه، فصار يحكي لمن يثق فيهم عن الإسلام، فآمن بدعوته رجال عظماء مثل: عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله.

وظلت الدعوة سرية لمدة ثلاث سنوات، حتى عُرف خبر الإسلام بين بعض أهل مكة، وصاروا يتحدثون عنه، وقد آذوا بعض المسلمين.

وهكذا، نتعلم أن:

* حياة المسلم غالية، حيث بدأ النبي الدعوة سرًّا بحكمة؛ حفاظًا على أصحابه من أذى المشركين.
*الصبر: المسلمون الأوائل صبروا وتمسَّكوا بدينهم حتى تحققت الغاية الكبرى، وهي نشر الدعوة.
* التدرُّج الحكيم في بلوغ الهدف، حيث بدأت الدعوة بخطوات صغيرة وهادئة حتى كبرت وانتشرت.
* صديقك الصالح هو من يعينك على الخير، كما فعل أصحاب النبي ﷺ.

الدعوة في العلن

ورث أهل مكة عبادة الأصنام والأوثان عن آبائهم وأجدادهم، فهل سيقبلون اعتناق دين جديد يدعوهم إلى ترك ما كانوا عليه؟ سنرى..
بعد فترة من الدعوة في السر، جاء أمر من الله تعالى للنبي ﷺ أن يعلن دعوته للناس جميعًا.
قال تعالى:
﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الحجر: 94]

صعِد ﷺ جبل الصفا في مكة، ووقف على صخرة عالية، ونادى بصوت عالٍ على كل قبيلة باسمها ليأتوا إليه ويسمعوه؛ فاجتمع الناس وأنصتوا لما قال..

“أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مُصدِّقِيّ”؟ قالوا: ما جربنا عليك إلا صدقًا. قال: “فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد”.

يعني أنا رسول الله إليكم، أنذركم من عذاب الله، وأدعوكم لعبادته وحده، فأنقذوا أنفسكم من النار.
سكت الناس مندهشين، إلا عمه أبو لهب الذي غضب وقال كلامًا سيئًا للنبي ﷺ ووبخه قائلًا: “تبًّا لك، ألهذا جمعتنا”؟!

ونزلت سورة المسد:
﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (5)﴾.

وهكذا أعلن ﷺ دعوته أمام الجميع، وكان يصلي عند الكعبة أمام أعينهم.

بعدها، خافت قريش أن تؤثر دعوته على القبائل القادمة للحج؛ فاجتمعوا عند الوليد بن المغيرة ليتفقوا على كلمة يصفون بها النبي ﷺ ليُنَفِّروا الناس من الاستماع إليه.

اختلفوا بين: كاهن، ومجنون، وشاعر، وساحر، لكن الوليد قال: “إن أقرب القول فيه لأن تقولوا ساحر، جاء بقول هو سحر يفرّق بين المرء وأبيه، وبين المرء وأخيه، وبين المرء وزوجته، وبين المرء وعشيرته”.
ثم بدأوا يسخرون من النبي ﷺ وأصحابه ويستهزئون بهم، ويمنعون الناس من سماع القرآن، ويُثيرون الضوضاء كلما قرأه النبي ﷺ أو صلى.
كما عذّبوا من أسلم، فكان الشريف يُهان ويُهدَّد، والضعيف يُضرب ويؤذى.

* كُن شجاعًا في اتِّباع الحق مهما كانت الظروف.

السادة يهدِّدون أبي طالب

ذهب وفد من قريش إلى أبي طالب يحثُّونه على منع ابن أخيه من دعوة الناس إلى الإسلام، وكان يردهم بقول حكيم، لكنهم لم يصبروا على ذلك، فما زال الناس يستجيبون لمحمد.
حتى جاء يوم ذهب فيه سادة قريش إلى أبي طالب، لكن، هذه المرة كانوا يهددونه، فحينها أخبر ابن أخيه بما حدث، وطلب منه أن يبقي على حياته بالتوقف عن هذه الدعوة.

فقال له نبينا محمد: “يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه، ما تركته”، وبكى.

فلما ذهب ناداه أبو طالب، وقال له: “اذهب يا ابن أخي، فقل ما أحببت، فوالله لا أسلمك لشيء أبدًا”.


تصاعد أذى المشركين للمسلمين، ووصل الأذى إلى رسول الله نفسه، وذلك بعد ما فشلوا في التفاوض مع أبي طالب لإيقاف الدعوة؛ فخاف النبي ﷺ عليهم، وأرشدهم إلى أن يهاجروا إلى الحبشة؛ لأن ملكها “النجاشي” كان عادلًا لا يظلم أحدًا، فخرج بعض المسلمين إليها في الخفاء حتى لا تراهم قريش، وأقاموا هناك آمنين.

عام الحزن

تُوفِّي أبو طالب عمُّ النبي ﷺ في السنة العاشرة من البعثة، وبعده تُوفِّيت زوجته السيدة خديجة؛ فحزن نبينا محمد ﷺ واغتم لفقدهما، وكان هذا العام هو عام الحزن.
بعدها، ازداد أذى قريش له؛ فخرج إلى مدينة أخرى اسمها الطائف، لعل أهلها يسمعون كلامه ويؤمنون به، لكنهم أيضًا خذلوه.

الهجرة إلى المدينة

بقي النبي ﷺ في مكة 13 سنة يدعو الناس إلى الإسلام، حتى اجتمع كفار قريش وتآمروا على قتله؛ فأمره الله بالهجرة إلى المدينة، فخرج النبي ﷺ مع صاحبه أبي بكر الصديق في رحلة طويلة ممتلئة بالمخاطر، حتى وصلوا بسلام، وكانت الهجرة في سنة 14 من البعثة.
وفي المدينة، أسس النبي ﷺ مسجد قُباء، أول مسجد في الإسلام، وصلى فيه. وجعل ﷺ المسلمين القادمين من مكة (المهاجرين) إخوة للمسلمين الذين في المدينة (الأنصار)، فصاروا بفضل الله إخوانًا.

الدروس المستفادة:

* ضرورة الأخذ بالأسباب والتخطيط الجيد (اختبأ النبي ﷺ في الغار، واختار رفيقًا أمينًا).

* المسلم يضحي من أجل دينه، ويترك ما يحب، إذا لزم الأمر.
* الصبر والثقة في نصر الله مهما كانت الصعوبات.
* التعاون من أسباب النجاح (كما بين المهاجرين والأنصار). 

* بداية السعي لهدف جديد قد تكون صعبة، لكن بالصبر نحصد النتائج (كانت الهجرة بداية لمرحلة جديدة فيها عزّة الإسلام).

وبالرغم من هجرة المسلمين بعيدًا عن مكة، فإن المشركين لم يهدأ لهم بال، وصاروا يفكرون في طريقة للخلاص من المؤمنين، وقد بعثوا إلى مشركي المدينة للاتفاق معهم على الغدر برسول الله.
وأذن الله للمسلمين بقتال قريش الذين كانوا يؤذونهم، ثم توسع النبي ﷺ في نشر دعوته خارج أقطار المدينة، وبدأ يقود المسلمين، وخرج معهم في تسع عشرة غزوة، ومنها:

غزوة بدر الكبرى

في السنة الثانية من الهجرة وقعت أول معركة عسكرية بين المسلمين والكفار، وسُمِّيت غزوة بدر.

خرج المسلمون وكان عددهم قليلًا نحو 313 رجلًا فقط، بينما كان عدد كفار قريش كبير، يقارب ألف مقاتل.

وانتهت الغزوة بقتل 70 مشركًا، وأَسْر 70، وكان من ضمن القتلى 3 من خيرة فرسان المشركين، فازدادوا غيظًا.
انتصر المسلمون على كفار قريش رغم قلة عددهم وأسلحتهم.

ومن يومها عرَف المسلمون أن النصر لا يكون بكثرة العدد أو السلاح، بل بتوفيق الله وحسن توكلهم عليه سبحانه.

* من أخلص عمله لله، أعانه وسدد خطاه. اُصْدِق الله يَصْدُقك.

غزوة أحد (سنة 3 هجرية).. خطأ وقع فيه الرُّماة!

غزوة أحد

انتظرت قريش حتى تستطيع جمع جيش كبير للانتقام من المسلمين، وخرجوا في 3 آلاف مقاتل، وكان عدد المسلمين في الغزوة نحو سبعمائة مقاتل فقط.

جعل النبي ﷺ بعض الرُّماة على جبل صغير لحماية ظهر المسلمين، وأوصاهم بأن لا يتركوا أماكنهم مهما حدث، سواء انتصر المسلمون أو هُزموا.

حقق المسلمون نصرًا في بداية المعركة وفر المشركون، حتى إن بعض الرُّماة تركوا أماكنهم لجمع الغنائم.

فاستغل خالد بن الوليد- وكان في جيش المشركين وقتها- الفرصة، وعاد يقاتل المسلمين ثانية، فقد هجم عليهم هو وبعض الفرسان من خلف الجبل.

انقلبت المعركة، وانهزم المسلمون، وأُصيب النبي ﷺ بجُرح في وجهه الشريف.

وتعلم المسلمون بعدها درسًا عظيمًا هو: أن طاعة النبي ﷺ أهم من أي شيء.

 

الدروس المستفادة:

* الطاعة والالتزام بأوامر الله ورسوله سبب للنجاح.
* طاعة القائد مهمة، مثلما تطيع تعليمات معلمك أو والديك؛ لأن مخالفة الأوامر قد تسبب مشاكل للجميع.

* لا تيأس أبدًا؛ فالنجاح لا يأتي دائمًا بسهولة. المهم أن تتعلم من الخطأ، وتجتهد من جديد.
* احذر الغرور والتراخي إذا حققت نجاحًا ما؛ فالتحديات مستمرة وتحتاج إلى مواصلة السعي.
* الابتلاء هو امتحان من الله للمؤمن، فإن صبر أعطاه الله أجرًا كبيرًا.

 

دار قتال آخر بين المسلمين وأعداء الله في غزوة حمراء الأسد، وغزوة بني النضير،
ثم غزوة الخندق (الأحزاب).

غزوة الأحزاب

كانت في السنة الخامسة من الهجرة، وسميت أيضًا غزوة الخندق.

نقض يهود بني قريظة عهدهم مع رسول الله ﷺ، وقد حرَّضوا على القتال ضد المسلمين، وتحالفوا مع قريش وقبائل أخرى لإشعال الحرب، وكان عددهم كبيرًا (10 آلاف مقاتل).

استشار النبي ﷺ أصحابه، فاقترح سلمان الفارسي فكرة ذكية جعلت الأعداء في حَيرة؛ فقد أشار بحفر خندق حول المدينة لمنع المشركين من دخولها.

وبالفعل، وافق رسول الله ﷺ، وكان مع المسلمين يشاركهم في حفر الخندق، فقال ﷺ: “اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة”.

حاول الأعداء دخول المدينة، لكنهم لم يستطيعوا، وظلوا يحاصرون المسلمين.

لكن الله نصر نبيه، فأرسل ريحًا قوية فرَّقت الأحزاب، فرجعوا عن هذا الحصار خائبين.

وبعدها، حاصر النبي ﷺ يهود بني قريظة (الذين خانوا المسلمين) حتى استسلموا، وحُكِم فيهم بقتل الخونة.

الدروس المستفادة:

* المسلم الذكي يخطّط جيّدًا لينجح، فلا ينتظر وقت الضيق ليبحث عن الحل.
خطّط لواجباتك المدرسية ومذاكرتك، وحتّى وقت لعبك.
* كُن شجاعًا، لكن لا تنسَ أن تحمي نفسك من الأخطار.
* التعاون قوة، ولكل شخص دور مهم في محيطه.

صلح الحديبية

في السنة السادسة للهجرة، تجهَّز النبي ﷺ مع أصحابه ليسافروا إلى مكة ليعتمروا،

وكانت قريش قد تجهَّزت لمنعهم من دخول مكة، فراح رسول الله ﷺ
من مكان آخر تجنبًا للاصطدام بهم.

وبعد ما تبين لزعماء قريش أن المسلمين قد خرجوا حينئذ وهم لا يريدون قتالًا، قرَّروا التفاوض مع النبي ﷺ؛ لأن الحروب قد الحقت بهم ضررًا كبيرًا.

جلس النبي ﷺ مع قريش ليتفقوا على صلح سُمِّي “صلح الحديبية”، وكان من بنود الاتفاق أن يعود المسلمون هذا العام، ويأتوا للعمرة في العام القادم، وأن تكون هناك هدنة بين الطرفين لمدة عشر سنوات.

ومع أن بعض الصحابة شَعروا بالحزن لأنهم لم يدخلوا مكة هذا العام، فإن صلح الحديبية كان فتحًا عظيمًا؛ لأنه أعطى المسلمين فرصة لنشر الإسلام في أمان داخل وخارج الجزيرة العربية.فبعد أن عقد النبي ﷺ صلح الحديبية ورجع إلى المدينة، قرَّر أن يدعو ملوك العالم إلى الإسلام؛
فأرسل إلى النجاشي ملك الحبشة، والمقوقس ملك مصر، وكسرى ملك فارس، وقيصر ملك الروم، وملك عُمان، وغيرهم الكثير؛ فآمن بعضهم بالنبي ﷺ، وبعضهم لم يؤمن، لكن جميعهم صاروا يعرفون اسم النبي ﷺ ودعوته.

وهكذا انتشر الإسلام، وصار نوره يصل إلى قلوب الناس في أماكن بعيدة جدًا.

الدروس المستفادة:

* لله حكمة كبيرة في أوامره للمسلمين حتى لو لم يعرفوها في البداية.
* السعي إلى السلام من صفات القائد الحكيم.
* المسلم يحافظ على وعوده واتفاقاته مع كل الناس.

فتح مكة (سنة 8 هجرية)

الكعبة

بعد نحو سنتين من صلح الحديبية، نقضت قريش عهدها مع رسول الله ﷺ؛ فسار ﷺ إلى مكة ومعه عشرة آلاف من المسلمين، ودخلوا مكة من دون قتال إلا من أراد المقاومة من قريش، وقال للناس: “من أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن”.
وكان حول الكعبة 360 صنمًا، فأخذ يهدمها وهو يقول: “جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ، إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا”، ثم صلى في الكعبة، والناس واقفون ينظرون ماذا يجري.

ثم قال ﷺ: “يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم”؟
قالوا: “خيرًا، أخٌ كريم وابن أخ كريم.”. يعني: نظن أنك ستفعل خيرًا، فأنت أخ كريم وابن أخ كريم.
فقال ﷺ: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”. وهكذا أعلن ﷺ العفو عنهم.
كان ذلك في شهر رمضان من السنة الثامنة من الهجرة، ودخل الناس بعدها في دين الله أفواجًا.

الدروس المستفادة:
* العفو عند المقدرة.. سامح حتى إذا كان قويًّا.
* تذكر أن تشكر الله أوقات النعم.

لم تقف غزوات المسلمين ضد أعداء الله بعد فتح مكة، وظل رسول الله بين المسلمين سنوات وهو يعلمهم دينهم وينظم أمور الدولة الإسلامية، ويخرج معهم لمواجهة الكفار، وكانت غزوة تبوك هي آخر غزوة شارك فيها ﷺ، وبعدها حج بيت الله.

حجة الوداع ووفاته ﷺ

في السنة العاشرة للهجرة، حجَّ رسول الله ﷺ حجّة الوداع، وعلَّم المسلمين مناسك الحج، وأوصاهم ونصحهم. 

وقد نزل قول الله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة: 3].

مرض النبي ﷺ أيّامًا قليلة قبل أن يرحل عن الدنيا، ثم تُوفِّي يوم الإثنين، الموافق 12 ربيع الأول، سنة 11 هجرية، وكان عمره 63 سنة.

حزن المسلمون كثيرًا، لكن أبا بكر (رضي الله عنه) ذكَّرهم بأن النبي بشر، وقد مات، وأن العبادة لا تكون إلا لله الحيّ الذي لا يموت.

بعد وفاة الرسول ﷺ اجتمع الصحابة واختاروا أبا بكر خليفةً للمسلمين، ليقود الأمة ويحفظ الدين.

وقد أخذ الصحابة يدعون الناس إلى الإسلام، ويعلِّمونهم القرآن والسنة، وبفضل جهادهم وصدقهم، انتشرت الدعوة في بلاد كثيرة.

وهكذا حفظ الله دينه، وجعل الصحابة (رضي الله عنهم) قادةً ينشرون الخير ويعلّمون الناس.

 

* لا يمنعك الحزن من مواصلة الطريق.. فإذا غاب مُعلِّمك المفضل، أو انتقل صديقك إلى مدرسة أخرى، تحزن طبعًا، لكن تواصل دراستك وحياتك.

 

كلما نقترب من النبي نحبه أكثر، وما زالت في حياته مواقف كثيرة تستحق التدبر.

استمتع بصحبة طفلك بالسلسلة الأكثر استماعًا على راديو نوري.. سلسلة “هو الحبيب”، واكتشفا تفاصيل جديدة في السيرة النبويَّة بطريقة غير مألوفة ينقلها إليكما رواة محترفون في إثارة الفضول وخطف آذان المستمع.

سلسلة: هو الحبيب

يمكنك تحميل تطبيق نوري الآن بالضغط هنا

يمكنكم الاستمتاع بقراءة اكتر من 3000 كتاب وقصه  لطفلك كل يوم   من خلال رابط عروض الاشتراك للحصول على خصم إضافي

 

تطبيق نوري.. أكبر مكتبة لكتب وقصص الأطفال في الوطن العربي

يجد فيه طفلك القصص الإسلامية التي تبحثين عنها.

تطبيق نوري.. أكبر مكتبة لكتب وقصص الأطفال في الوطن العربي

  • أذكار وحصن المسلم 
  • تفسير القرآن 
  • أسماء الله الحسنى 
  • تاريخ إسلامي 
  • آداب وعبادات 

 

قصص مقروءة ومسموعة تحكي لطفلك مواقف ملهمة من حياة النبي ﷺ، وحياة الأنبياء والسابقين، بأسلوب مُبسط وجذاب، تجعل طفلك يعيش الأحداث.. كأنه يراها! 

يتأثر بها ويتعلم منها ما ينفعه في الدنيا والآخرة. 

يمكنك تحميل تطبيق نوري الآن بالضغط هنا

يمكنكم الاستمتاع بقراءة اكتر من 3000 كتاب وقصه  لطفلك كل يوم   من خلال رابط عروض الاشتراك للحصول على خصم إضافي