هل يمكن للقصة الصامتة أن تنمِّي اللغة عند الطفل؟

عرض شهر نوفمبر تخفيض إضافي 5% على الاشتراك السنوي

هل فكرت أن تستخدم القصة الصامتة لتنمية مهارة القراءة لدى طفلك؟

لا تندهش إذا كانت الإجابة: نعم، يمكن للقصة الصامتة أن تنمِّي مهارات القراءة عند الطفل أكثر ممَّا تتخيل!


وقف أحدهم أمام أحد البنوك في طابور طويل. وعلى بعد خطوات، كانت إحدى الأمهات تقف وإلى جانبها طفلان؛ أحدهما في السادسة، والآخر في الثالثة من العمر. 

لم يكفّ الطفلان عن الحركة والرَّكض في أرجاء المكان. ومع طول الطابور، وارتفاع الرطوبة، ومرور الوقت ببطء، كانت الضجَّة والضوضاء التي يحدثها الصغيران مزعجة.

أخرج ذلك الشاب من حقيبته قصة أطفال صامتة، ولكنها كوميدية، وما هي إلا دقائق معدودة، حتى كان الطفلان يجلسان متمدِّديْن على المقعد إلى جوار بعضهما، يشيران إلى الصور مبتسِمَين تارة، وتتعالى ضحكاتهم تارة أخرى وهما يتناوبان الإشارة إلى الصور. 

وقبل أن يصل ذلك الشاب إلى الشباك بدقائق، هرع إليه الصّبيَّان يشكرانه على القصة، ويسألانه إذا كان لديه المزيد!

ما هي القصة الصامتة؟

شهد عالم النشر انتشارًا واسعًا لكتب الأطفال المصوَّرة الصامتة خلال الأربعين سنة الماضية، والتي يمكن لكل واحد منا أن يستكشف الطرق المستخدمة فيها لتقديم الأفكار، من خلال مجموعة متنوعة من الإشارات والتلميحات البصرية. 

تشير البيانات إلى أن الأطفال يفهمون الكتب المصوَّرة الصامتة باستخدام عمليات مشابهة لتلك المستخدمة في قراءة النصوص المطبوعة. وبالتحديد، هم يقومون ببناء المعنى من خلال استخدام المعرفة والخبرات السابقة، والاهتمام بمنبِّهات النُّصوص، وتعدُّد وجهات النظر، والاعتماد على لغة القصة، وتنفيذ السلوكيات التفاعلية المرِحة كجزء من عملية القراءة.

القصة الصامتة وتطوير لغة الطفل

تم تصميم دراسة بحثية لبحث تطور اللغة وتعلم القراءة والكتابة للطفل البالغ من العمر 5 سنوات باللغتين الإنجليزية والصينية، في سياق الدروس الخصوصية، استغرقت 10 أسابيع، حيث كانت المواد الأوليّة كتبًا مصوّرة خالية من الكلمات.

كانت رواية القصص باللغتين الإنجليزية والصينية هي الأنشطة الأساسية في كل جلسة، وشملت الأنشطة الإثرائية وضع علامات “صح” أو “خطأ”، وتكوين الجمل والإملاء. 

وقد تم تحليل البيانات لفحص تطور الطفل في الأبجدية ومعرفة الحرف، والاتجاه، والمفردات الشفهية، والقراءة باللغتين الإنجليزية والصينية. 

وأشارت النتائج إلى أن الكتب المصوّرة الخالية من الألفاظ، بالإضافة إلى أنشطة تعلُّم القراءة والكتابة الموسَّعة، قد يسَّرت تعلم الطفل للُّغتين.

تجربة المعلم “ران”

ران معلم التقى أثناء تطوعه في فصل رياض الأطفال بطفلة تبلغ من العمر 5 سنوات، جاءت من الصين قبل 4 أسابيع فقط.

استطاع ران أن يلاحظ كم كانت الطفلة غير مستريحة أو مستجيبة في الفصل، حيث كان الجميع يتحدثون اللغة الإنجليزية. وعندما تحدث إلى تلك الطفلة بالصينية، أومأت وابتسمت، وبعد فترة تمتمت بما يفيد أنها لم تفهم ما قاله. 

عرض المعلم على أسرة الطفلة تعليمها خارج المدرسة، وقبل والداها ذلك. وقد أتاح تعليم تلك الطفلة خارج الصف الدراسي الفرصة للتحقُّق من كيفية تطوير مهاراتها اللغوية في اللغتين الإنجليزية والصينية بشكل متزامن، وعلى وجه التحديد، درَّس ران للطفلة باستخدام الكتب المصوّرة الصامتة لتعزيز ثنائية اللغة لديها.

التفاعل مع الأطفال باستخدام القصص الصامتة

القصص الصامتة رائعة؛ لأنها تحتوي على إمكانيات لا حصر لها من الأشياء التي لا يمكن تخيُّلها.

إليك بعض الأفكار حول التفاعل مع الأطفال باستخدام القصص الصامتة المصورة:

  • استكشاف القصة بطريقة هادئة في أوقات القراءة الصامتة.
  • لفت الانتباه إلى التفاصيل، مثل تعبيرات الشخصيّات، الأعداد، الألوان، إلخ.
  • بناء كلِّ طفل قصته الخاصة، فإذا تم عرض القصة على مجموعة من الأطفال، يمكنك أن تطلب من كل واحد منهم أن يساهم بجملة أو اثنتين لكل صورة مرسومة.
  • ترك المساحة للطفل ليستمتع باستكشاف كل صفحة مرسومة، وبناء القصة أثناء إكماله لها وتقليب صفحاتها.
  • استخدام الأم أو المربي الموضوعات التي تم استكشافها في القصة لبدء مناقشة. على سبيل المثال، قد يُطلب من الأطفال التفكير في ما الذي تريد القصة أن تقوله.
  • تشجيع الأطفال على إنشاء 2-3 قصص مختلفة، باستخدام نفس المجموعة من الصور؛ فهذا سوف يساعد على تحفيز خيالهم.

والآن، تدعوكم مكتبة “نوري” أن تشاركونا من خلال التعليقات تجاربكم مع القصص الصامتة التي حرصتم على توفيرها لأطفالكم، ودورها في تطوير مهاراتهم اللغوية، وتفاعلكم بشكل أفضل مع أطفالكم؟