كيف تقرأ القصص مع طفلك (من وجهة نظر نفسية)؟ الجزء الأول

عرض شهر أكتوبر تخفيض إضافي 5% على الاشتراك السنوي

القراءة من أهم المهارات اللازمة لنمو الطفل النفسي والعقلي والعاطفي، أيَّا كان عمره، سواء كان ذلك من خلال القصص المرئية أو المسموعة، ولكل منهما أهميته، ومن ذلك:

  • إثراء خيال الطفل.
  • إقامة علاقة دافئة مع الطفل.
  • علاج المشكلات السلوكية عند الطفل.
  • ترقية قدرته على التحدث.

أولا: إثراء خيال الطفل

يمكن أن نصنع روتينًا يوميًّا بالقصص، بأن يحكي المربِّي قصة يومًا، ويحكي الطفل قصة اليوم الذي يليه.

ولكن الذي يثري خيال الطفل أكثر، هو أن يحكي قصة من خياله، أو من القصص التي يعرفها. وقد يصادفنا الحظ أن ينسى الطفل جزءًا من القصة التي سمعها؛ فيبدأ باستخدام خياله كي يكمل القصة للنهاية.

اِسعد بإنجاز طفلك عند قدرته على التخمين والتعبير من خلال القصص المصوّرة، حتى يكرر المحاولة في التخمين، وإن كان تخمينه خاطئًا، فقد يسرد قصة من وحي خياله، ويساعده في ذلك القصة المصوّرة أو القصة المسموعة التي بيده.

القصص المرئية أم القصص المسموعة؟

دائمًا ما يسأل المربِّي: هل القصص ذات المؤثرات البصرية أهم أم القصص المسموعة؟  

في الحقيقة، كلاهما مهم؛ فلكل منهما تأثيره على خيال وإبداع الطفل، بالإضافة لطبيعة ذكاء ابنك، سواء كان سمعيًّا أو بصريًّا. 

إن كان ذكاؤه بصريّا فالقصص السمعية تفيده في رفع ذكائه السمعي، والعكس صحيح. فعندما نجد طفلًا ليس لديه إعاقة سمعية، لكنه لا يرد على الوالدين مثلًا، يظن الأهل أنه يسمعهم، ولكنه لا يستجيب لهم، أو أنه في حالة تركيز شديدة. 

ربما يكون الطفل في حالة تركيز، وقد يكون لا يعمل مجهودًا بأذنيه. ولعل ذلك يفسر لِمَ يكون من لديه إعاقة بصرية، قدرته السمعية كبيرة للغاية أكثر ممّن ليس لديه إعاقة بصرية؟ ماذا نفعل حينها؟ نقلل صوت التلفاز، أو ما يشاهده بصوت عالٍ شيئًا فشئيًا، حتى نحسِّن قدرته على الإصغاء.

شروط اختيار القصة المرئية:

  1. أن تكون ألوانها جذابة للأطفال حسب المرحلة العمرية؛ حيث إن الأطفال يحبون الألوان الواضحة والصريحة، لا الدَّرجات المتداخلة والباهتة.
  2. أن تكون شيقة وبها فكرة تحفِّز خيال الطفل، وتجعله متحمسًا لتكملة القصة، ومعرفة كيف ستنتهي.
  3. أن يكون حجم القصة مناسبًا للمرحلة العمرية.
  4. يفضل أن تكون بكل قصة يقرأها الطفل فكرة مختلفة عن القصص التي قرأها من قبل، ولا مانع من عرض أكثر من قصة بنفس الفكرة، إن كنت أعالج بها سلوكًا عند الطفل، أو للتأكيد على معلوماتها.
  5. أن تكون كلمات القصة مناسبة لسن الطفل وحصيلته اللغوية (المفردات التي يعرفها)، وإن كنت أفضل أن نعرض القصص وبها بعض المفردات التي لا يعرفها الطفل، وتكون محل النقاش.

شروط اختيار القصة المسموعة:

  1. أن يكون صوت الراوي واضحًا وسلسًا.
  2. أن تكون لغة الراوي مفهومة وواضحة لسن الطفل.
  3. أن يستطيع الراوي استخدام صوته حسب أبطال القصة ليجسِّدها كأن الطفل يراها.
  4. أن تكون مفردات القصة مناسبة للطفل، أو يتم شرحها أثناء حكي القصة.

ثانيًا: إقامة علاقة دافئة مع الطفل

ممَّا يثري العلاقة بين المربِّي والطفل الحوار، والمناقشة الهادئة، والاستمتاع بالحديث. ولأن ضغوط الحياة لا تساعد على تواجد المربِّي طوال الوقت مع الطفل، فالحل الأمثل هو استخدام القصص لدعم العلاقة ومعرفة فيما يفكر وكيف يفكر، وهو أمر هام للمربِّي؛ فهو يحتاج أن يعرف فيما يفكر الطفل أو كيف يفكر. 

أما الأطفال الصامتون الذين لا يتحدثون كثيرًا إلى الأهل، فتكون القصص وسيلة فعالة لجعلهم يعبرون عمّا بداخلهم.

ما هي الأسئلة التي يسألها المربِّي للطفل؟

النقاش مع الطفل يصنع علاقة دافئة معه تجعله يعبر عن مشاعره وعن رؤيته للأشياء. يتناقش المربِّي في تفاصيل القصة، وهل السلوكيات التي بها صحيحة أم خاطئة؟ وهل هناك حل أمثل ممَّا عرض في القصة؟ وحتى قبل عرض حل المشكلة في القصة، نسأل الطفل: تُرى، كيف يحل البطل المشكلة من وجهة نظرك؟ أو كيف تتصرف لو كنت مكانه؟ ما أكثر شيء أعجبك في القصة؟ وما لم يعجبك؟ وما الشيء الذي تراه غير منطقي؟ وغيرها من الأسئلة المحفِّزة للعقل والتفكير، واكتساب المهارات اللازمة لنموِّه النفسي والعاطفي والعقلي.


والآن، تدعوك مكتبة نوري لتسجيل تعليقك حول المقال ومشاركتنا تجربتك مع قراءة القصص لأطفالك.