مع بَدْء العام الدراسي الجديد، يختبئ خلف الابتسامات الصغيرة الكثير من القلق والتوتر الذي يراود الأطفال. قد يكون السبب هو الدخول إلى عالم جديد بممرَّات غير مألوفة، أو ربما هو الحنين لأحضان الأهل والابتعاد عن دفء البيت. هناك أيضًا تلك الأفكار المحيرة حول الدروس والواجبات والتحديات التي تنتظرهم مع زملائهم. ويبقى السؤال، كيف نساعد هؤلاء الصغار على مواجهة هذه المخاوف؟
ماذا لو كان هناك جسر سحري يمكنهم العبور عليه بثقة وهدوء؟ هذا الجسر هو الكتب! نعم، الكتب لديها القدرة على تهدئة القلوب وتقديم الدعم اللازم لتجاوز تلك المخاوف. في هذا المقال، سنتعرف على 8 كتب يمكنها أن تكون الرفيق الأمثل لطفلك في رحلته الدراسية، وتساعده على تخفيف قلق العودة إلى المدرسة.
1- كتاب “وحدي ولكن”، تأليف ناهد الشوا
يتناول الكتاب قصة فتاة صغيرة تتعلَّم كيف تستمتع بوحدتها وتكتشف قوَّتها الداخلية. القصة تقدم دعمًا للأطفال الذين يشعرون بالوَحدة، خاصة عند مواجهة مواقف جديدة.
يعزِّز الكتاب فكرة أن الوحدة ليست أمرًا سلبيًا، بل يمكن أن تكون فرصة لاكتشاف الذات، ممَّا يساعد الأطفال على تخفيف مشاعر القلق المرتبطة بالوحدة.
من خلال هذا الكتاب، يتعلم الأطفال أن الوَحدة ليست مرادفة للشعور بالوحدة، وأنهم يمكنهم استثمار وقتهم في اكتشاف أشياء جديدة عن أنفسهم والعالم من حولهم.
الكتاب يشجع على التفكير الإبداعي وتنمية الاستقلالية، ممَّا يعزِّز قدرة الأطفال على التكيُّف مع مختلف الظروف. يمكن للآباء استخدام هذا الكتاب كأداة لمناقشة مشاعر الوَحدة مع أطفالهم، وتشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم بطرق صحية.
2- كتاب “كل شيء جديد“، تأليف فاطمة شرف الدين
يروي قصة طفلة تواجه تغيُّرات كبيرة في حياتها عندما تنتقل إلى منزل ومدرسة جديدة. الكتاب يقدم نظرة صادقة على مشاعر الخوف من المجهول.
يساعد الكتاب الأطفال على تقبُّل التغييرات والتكيُّف معها؛ ممَّا يحوِّل القلق إلى تجربة إيجابية، ويقدم للأطفال دروسًا مهمة حول التكيُّف مع التغيير وبناء الثقة بالنفس، ويساعدهم على فهم أن التغيير جزء من الحياة، وأنهم قادرون على التغلب على التحدِّيات التي تأتي معه.
القراءة المشتركة لهذا الكتاب بين الأهل والأطفال، يمكن أن تكون وسيلة رائعة لتعزيز التواصل، ومساعدة الأطفال على التعبير عن مشاعرهم تجاه التغييرات التي يواجهونها.
3- كتاب “البطة الصغيرة القبيحة“، تأليف هانس كريستيان أندرسن
تحكي القصة عن بطة صغيرة تختلف عن الآخرين، وتتعرَّض للسخرية، لكنها تكتشف في النهاية أنها بجعة جميلة.
يعزِّز الكتاب الثقة بالنفس وقبول الذات، ممَّا يساعد الأطفال على مواجهة مشاعر القلق الناتجة عن الشعور بالاختلاف.
من خلال هذه القصة، يتعلم الأطفال أن التعاطف مع الذات والآخرين أمر مهم جدًّا، ويكتسبون مهارات التعامل مع التنمر وفهم أن الاختلافات بين الناس هي التي تجعلهم مميزين.
قراءة كتاب “البطة الصغيرة القبيحة” مع الأطفال، يمكن أن تكون فرصة رائعة لتعليمهم قيم الصداقة، وقبول الآخر، والاعتزاز بالنفس، مهما كانت الظروف.
4- كتاب “مدرسة من؟”، تأليف هديل غنيم
يروي الكتاب قصة نور وزملائه الذين كانوا مشاغبين، ولكنهم يتعلمون تحمل المسؤولية وإصلاح ما أفسدوه.
يعزِّز الكتاب فكرة أن الأطفال يمكنهم تصحيح أخطائهم، وإحداث تغيير إيجابي في محيطهم، كما يعزِّز قيم المسؤولية والإصلاح لدى الأطفال، ويشجعهم على التفكير في العواقب طويلة الأمد لأفعالهم، ويعلمهم أن التغيير الإيجابي ممكن من خلال العمل الجماعي والتفكير الخلاق.
يمكن للأهل والمعلمين استخدام هذا الكتاب لبَدْء محادثات حول أهمية احترام البيئة المدرسية، والمشاركة في جعل المدرسة مكانًا أجمل وأكثر متعة للجميع.
5- كتاب “مغامرات أليس في بلاد العجائب”، تأليف لويس كارول
يروي الكتاب مغامرات أليس في عالم خيالي مليء بالكائنات العجيبة والأحداث الغريبة، ويساعد الأطفال على تطوير مهارات التكيُّف مع المواقف الجديدة وغير المتوقعة.
من خلال متابعة مغامرات أليس، يتعلم الأطفال أن الخيال أداة قوية يمكن استخدامها لحل المشكلات وتجاوز التحديات.
الكتاب يفتح أمام الأطفال أبواب الإبداع، ويشجعهم على التفكير خارج الصندوق، ممَّا يساعدهم على الشعور بثقة أكبر عند مواجهة المواقف الجديدة أو غير المتوقعة.
قراءة هذه القصة مع الأطفال يمكن أن تكون تجربة ممتعة تساعد على تنمية حبهم للقراءة وتحفيز خيالهم.
6- سلسلة كتب “مذكرات طالب”، تأليف جيف كيني
يقدم الكتاب نظرة كوميدية على حياة طالب في المدرسة الإعدادية، ويتعامل مع تحدِّيات الحياة المدرسية، ويساعد المراهقين على تقبُّل الذات، والتغلُّب على المواقف المحرجة من خلال الضحك.
وبالإضافة إلى كونه مسليًا، يساعد كتاب “مذكرات طالب” المراهقين على تطوير فهم أعمق للتجارب الإنسانية المشتركة، ويعلمهم كيفية التعامل مع الضغوط الاجتماعية والمواقف المحرجة بطريقة إيجابية، ممَّا يعزِّز ثقتهم بأنفسهم.
يمكن أن تكون قراءة هذا الكتاب مع المراهقين فرصة لمناقشة تجاربهم الشخصية، ومساعدتهم على رؤية الجانب المشرق في كل موقف.
7- كتاب “أعجوبة”، تأليف آر جيه بالاسيو
يروي الكتاب قصة الطفل أوغست بولمان، الذي ولد بتشوهات خِلْقية في وجهه، ويتعلَّم التأقلم مع مدرسته الجديدة.
يعزِّز الكتاب الثقة بالنفس، ويعلم الأطفال أهمية الصداقة وقبول الآخرين، وينمِّي مفاهيم الاحترام والتعاطف، ويعلم الأطفال كيفية التعامل مع التنمر والمواقف الصعبة، كما يشجعهم على التفكير بعمق في كيفية تعاملهم مع الآخرين وتقدير قيمة الصداقة والدعم العاطفي.
يمكن للأهل والمعلمين استخدام هذا الكتاب كأداة لمناقشة قضايا مهمة مثل التنمر، والاختلافات الفردية، وأهمية القبول الذاتي وقبول الآخرين.
8- كتاب “مزايا أن تكون خجولًا”، تأليف ستيفن تشبوسكي
يروي الكتاب قصة تشارلي، المراهق الخجول الذي يواجه تحدِّيات الحياة في المدرسة الثانوية، ويعزِّز فكرة أن الشعور بالاختلاف ليس أمرًا سلبيًّا، بل هو جزء من رحلة النمو الشخصي.
الكتاب يعزِّز فهم المراهقين لأنفسهم ولمشاعرهم، ويشجعهم على طلب المساعدة عند الحاجة، ويناقش موضوعات مهمة مثل الصحة النفسية، وقبول الذات، وأهمية الصداقات الحقيقية.
يمكن أن يكون هذا الكتاب أداة قيمة للأهل والمعلمين لفتح نقاشات مع المراهقين حول التحدِّيات التي يواجهونها، وكيفية مواجهتها بطريقة صحية وبنَّاءة.
العالم مليء بالتحديات، ولكن مع كل تحدٍّ هناك قصة قادرة على تحويل القلق إلى شجاعة، والشك إلى يقين. دعونا نتذكر دائمًا أن القراءة ليست فقط وسيلة للمعرفة، بل هي أيضًا ملاذ آمن يمنحنا القوة للاستمرار.
استمتعوا بالقراءة، وابحثوا دائمًا عن تلك القصص التي تهمس لكم بأن أطفالكم ليسوا وحدهم، وأن القوة تكمن في أيديكم، فكل صفحة تقرؤونها معًا تحمل في طياتها مغامرات جديدة وتجارب يمكن أن تعكس ما يشعرون به. القصص ليست فقط وسيلة للترفيه، بل هي جسر يساعد أطفالكم على فهم مشاعرهم ومعرفة أن ما يمرون به هو جزء طبيعي من الحياة، فاجعلوا القراءة المشتركة عادة، لأنها ليست مجرد وقت للقراءة، بل هي وقت لبناء الثقة وتعزيز الشعور بالأمان.
وتذكروا أن هذه اللحظات البسيطة من التواصل مع أطفالكم، سواء كانت من خلال حديث هادئ، أو قصة تُروى قبل النوم، لها القدرة على التغلب على قلق العودة إلى المدرسة. دعوا كل كلمة تُقال وكل قصة تُقرأ، تكون بمثابة بوصلة توجه أطفالكم نحو الشجاعة والتفاؤل.
المصادر:
تغيير المدرسة: كابوس طفولة أم فرصة نمو | حوار مع الدكتورة فجر المنيع
12+ Books to Ease Back-to-School Anxiety for All Ages
اترك تعليقاً