كثيرا ما يسأل الوالدان عن كيفية تنمية وتطوير مهارات أطفالهم المختلفة، والتي يأتي من بينها مهارة رواية القصص. وهو ما ندعوكم لاستكشافه من خلال هذا المقال.
فمن العجيب أن الطفل الذي يولد وليست لديه أية مفردات أو كلمات، يمكنه بعد بضعة أشهر (ربما 30 شهرًا)، أن يروي قصة مكتملة الأركان!
تجربة سوزان أنجل
ها هي الكاتبة (سوزان إنجل) Susan Engel تروي تجربتها مع صغيرها ابن العامين والنصف، وتخبرنا أن لديه قصة لا يمل تكرارها وروايتها للجميع الذين يعرفونها ويحفظونها ربما أكثر منه.
يقول “سام” الصغير: “عندما كنت صغيرا.. حملني جون و.. و..“.
ينظر الصغير إلى أمه لتكمل الرواية؛ فعندما كان عمره أسبوعين حمله أخوه “جون” وانزلق من على الدَّرَج. أسرعت الأم متلهفة لترى ما حدث، لتجد “جون” يجلس أسفل الدرج ممسكا بأخيه بين يديه قائلا: “لا تخافي، لم اتركه يسقط، إنه بخير“!
هنا، يتبادر إلى أذهاننا السؤال التالي: كيف استطاع الطفل الصغير رواية قصة؟
يمكن للمرء أن يتخيل المشاعر والأفكار المختلفة التي تولِّدها هذه القصة الدرامية في كل فرد من أفراد العائلة. ما يثير الدهشة أن “سام”، في عمر عامين ونصف، يعرف بالفعل أنها قصة قوية، ويريد أن يخبرها مرة أخرى.
لا شك أنه يجدها أكثر إثارة من القصص الأخرى التي سمعها من آخرين؛ لأنه شخصية مركزية فيها. وبالرغم من أنه لا يستطيع في هذا العمر أن يحكي القصة كاملة بمفرده، فإنه يبدأ الحكي بالشكل المناسب: “عندما كنت صغيرا…“؛ فقد حدّد المشهد في الوقت المناسب، وحدد الشخصية المركزية.
أهمية التفكير السردي
أكدت بعض الدراسات أن التفكير السردي هو الشكل الأمثل للتفكير في التعلم والتعبير عما نعرفه عن أنفسنا وعن الآخرين.
إن إعادة سرد “سام” للمغامرة عندما سقط على الدَّرَج تؤكد هذا. القصة لا تسرد فقط أحداثا من ماضينا، ولكنها تنقل معها تلك العلاقات والمشاعر التي تحملها تلك القصص.
في الوقت الذي يكون فيه معظم الأطفال في سن الثالثة والرابعة، يمكنهم أن يخبروا قصصًا كثيرة (عن أنفسهم، أو من خيالهم)، وإعادة الحكايات التي سمعوها، حيث يمكنهم إخبار القصص عن أشخاص آخرين، بالإضافة إلى قدرتهم على حكايتها لأشخاص آخرين.
قبل 15 عاما، كان الباحثون يظنون أن الأطفال الصغار مهتمون فقط بما يمكنهم رؤيته وفعله في الوقت الحالي، وأنهم غير قادرين على التفكير في الأشياء التي حدثت في الماضي أو ستحدث في المستقبل.
ولكن، خلال الخمس عشرة سنة الماضية، أظهرت العديد من الدراسات في بعض الثقافات، أنه عندما يتحدث الآباء مع أطفالهم عن الماضي والمستقبل بشكل أكثر تكرارا وعمقا، تكون استجابات الأطفال أكبر بكثير مما نتوقعه.
طفلة اسمها سارة تبلغ من العمر 20 شهرًا وتحمل صورة صغيرة لحصان في يدها، ثم تُحرك الحصان كما لو كان يجري، ثم تسقطه.
“أوه.. لا، فظيع! هذا الحصان مريض. ولكن هنا تأتي أمه ثم تعطيه الدواء ليتعافى ويصبح أفضل“. إنها قصة! سارة تصف سلسلة من الإجراءات تتضمن موضوعًا أساسيًّا ذا معنى. هناك شخصيات في قصتها، هناك عاطفة، وهناك نهاية. استطاعت تكوين قصة ذات بنية متكاملة.
والآن، تدعوكم مكتبة “نوري” لمشاركتنا تجاربكم وأن تخبرونا ما هي الطرق التي تتبعونها لتنمية مهارة رواية القصص لدى أطفالكم؟
اترك تعليقاً