كيف تقرأ القصص مع طفلك (من وجهة نظر نفسية)؟ الجزء الثاني

تحدثنا في الجزء الأول من المقال عن أن القراءة من أهم المهارات اللازمة لنمو الطفل النفسي والعقلي والعاطفي، أيّا كان عمره، سواء كان ذلك من خلال القصص المرئية أو المسموعة ولكل منهما أهميته، وذكرنا منها:

  • إثراء خيال الطفل.
  • إقامة علاقة دافئة مع الطفل.

وفي هذا الجزء سنتحدث عن أهمية القصص في علاج المشكلات السلوكية عند الطفل، والتي سوف نستعرضها على النحو التالي:

أهمية القصص في علاج سلوك الأطفال

القصص من أهم الوسائل المستخدمة في علاج الأطفال بالعيادات النفسية؛ لكسر حاجز الجليد بين المعالج والطفل، ولترك الطفل يعبر عما بداخله، بإسقاط ردود فعله على أبطال القصة وإبداء رأيه فيهم.

يأتي إلى العيادة النفسية الكثير من الأطفال الذين يعانون من المشاكل السلوكية، وصعوبات التعلُّم، والتبول اللاإرادي (بسبب نفسي وليس عضوي)، ومفادها جميعًا أن الطفل لا يستطيع التعبير عن مشاعره، إما بسبب وجود عنف داخل المنزل أو المدرسة، أو كبت المشاعر السلبية وعدم التعبير عنها.

كيف نعالج الأطفال بالقصص؟

القصص من أفضل الوسائل التي نستطيع بها معالجة المشاكل السلوكية لدى الطفل؛ فبها يتعلم الطفل وينمِّي مهاراته، وتزداد خبراته، كما تحثه على التفكير، وتحفِّز خياله على الإبداع؛ فنطلق له العنان ليعبر عن مشاعره وما بداخله من حزن وغضب، وبهذا نعرف السبب الأصيل للمشكلة السلوكية التي لدى الطفل ويسهل العلاج بعدها.

القصص لغرس القيم والمبادئ الإنسانية

هل القصص للعلاج من المشاكل السلوكية فقط، أم يمكن استخدامها لغرس القيم والفضائل؟ يستطيع أن يستخدم المربي القصص في العلاج من المشاكل السلوكية المختلفة لدى الطفل، كما يمكنه استخدامها لغرس القيم السامية والفضائل المختلفة لديه، وذلك عن طريق حكيها وجعل الطفل يستخرج الفضيلة الموجودة بداخل القصة. 

على سبيل المثال، يكتسب الطفل مهارة إيجاد حلول جديدة للمشكلات، بعد عرض كل قصة أو أثناء الحكي، وذلك بعد عرض المشكلة وتفكير الطفل في حلها. 

كل هذا يتم عن طريق الممارسة وليس وليد اللحظة أو مرتبطًا بسن معين كما يتخيل البعض؛ لأننا لا نضغط علي زر بعد وصول لسن معين فنجد أنفسنا اكتسبنا المهارة، وإنما نمارس هذه المهارة حتى نستطيع تنفيذها علي أرض الواقع وحدنا، سواء في السن المناسب أو قبله أو بعده، حسب الفروق الفردية من طفل لآخر، وهو ما يجعل الطفل يكتسب المهارات والفضائل المختلفة دون أوامر، بل بالنقاش والتفكير والتخيُّل والتحفيز، ونساعده على بناء شخصيته بشكل سليم، ويستطيع نقد الواقع، مما يجعله واثقًا بنفسه، وقادرًا على أن يبني شخصيته بشكل مناسب.

كيف تساعد القصص طفلي على النوم؟

كانت ابنتي لا تنام كل يوم قبل أن نعد الأشياء الجميلة التي حدثت أثناء اليوم مهما كانت بسيطة، مع سماع قصة لطيفة بصوت هادئ يجعلها تنام نومًا هنيئًا.

وحتى يحلم طفلك أحلام سعيدة، عليك أن تحكي له القصص المسلية والمبهجة؛ فأكثر فترة يرى فيها الطفل أحلامًا مزعجة تصل لحد الكوابيس تكون من سنتين إلى أربع سنوات؛ لذا فالقصص تساعد على تهدئة الطفل قبل النوم حتى يحلم أحلامًا سعيدة.

الوقت المناسب لحكي قصة

احرص على اختيار الوقت المناسب لشد انتباه الطفل، بعرض فكرة القصة أو اسمها، أو وضع أسئلة محفِّزة للتفكير فيها والاهتمام بقرائتها. 

وإذا كان وقت القصة هو قبل النوم فقط، فيجب أن ندخل الغرفة قبل موعد نوم الطفل بوقت كافٍ حتى نساعده على التركيز، وليستطيع التجاوب معك في النقاش، ثم نناقش الطفل في القصة كما ذكرنا في الجزء الأول من المقال.

 تذكر دائماً أن..

القراءة من أهم الأنشطة التعليمية لتنمية عقل وذكاء وخيال طفلك، لذا تأكد من وجود رسوم توضيحية جذّابة لتتوافق مع النص، إن كانت القصة مرئية، ومن وجود راوٍ جيد للقصة المسموعة.

والآن، تدعوك مكتبة نوري لتسجيل تعليقك حول المقال ومشاركتنا تجربتك مع معالجة سلوك الأطفال بالقصص.