لا تندهش.. كل ذلك تفعله القراءة الجهرية!

القراءة الجهرية لها تأثير مستمر

تساعد القراءة الجهرية، والتجربة، والمشاركة في التفاعلات اللفظية الغنية باللغة مع الأطفال، على تطوير مهارات الاتصال والصبر والتعاطف، ومهارات القراءة والكتابة، وكلها ضرورية للنجاح، سواء في المدرسة أو خارجها. حتى التصرف البسيط المتمثل في التعامل مع الكتب، يطور الاستعداد للمدرسة عند الأطفال منذ مرحلة الطفولة المبكرة جدّا. 

بعض التأثيرات الإيجابية الإضافية للقراءة يمكن إيجازها فيما يلي:

– التعرُّف بشكل أفضل على الأصوات والحروف.

– معرفة مجموعة أكبر من المفردات.

– زيادة مهارات الاستماع.

– فهم أعمق  للقصص.

– عندما نقرأ مع أطفالنا الصغار، فإننا نساعد في تنمية فضولهم وذاكرتهم، كما تنقلهم القصص إلى أماكن وأوقات لم يسبق لهم تجربتها من قبل، ممَّا يعزِّز فهمهم للعالم.

– يمكن أن يساعد حمل أحد الوالدين للطفل أثناء القراءة، في إدارة لحظات القلق، وإنشاء ارتباط إيجابي بالقراءة يستمر طوال حياته.

– يصبح الطفل أكثر سعادة وصحة.

نفكر في طفولتنا، حيث يمتلك الكثير منّا ذكريات جميلة عن التعايش مع الأجداد والجدّات والأمهات الذين يحبُّوننا، وكانوا يشاركوننا الاستمتاع بقصة نحبها ونفضلها.

ولكن الأكثر أهمية من القصة نفسها وما يدور فيها، هو الشعور بالتقارب والأمان الذي يبرز في ذاكرتنا. حتى الأطفال الصغار يحبُّون الاقتراب من الجدّات، وسماع أصواتهن أثناء قراءة كتاب بصوت عالٍ. تخلق هذه التجارب روابط قوية بين الوالدين والطفل، وبين الجدَّات والطفل، وتضفي إحساسًا بالرفاهية والأمان، كما أنها تعزِّز النمو الصحي للمخ، بما في ذلك التطور العاطفي والاجتماعي الإيجابي.

هناك دراسة تم تخصيصها حول القراءة الجهرية، خلصت إلى أثرين في غاية الأهمية:

أولًا:  تقدم الدراسة أدلة دامغة على أن برامج القراءة الجهرية تعمل على الحدِّ من الفوارق المتعلقة بفجوة الكلمات التي تُقدم للأطفال، وفي نفس الوقت تعمل الكتب كدعامات للتفاعلات اللغوية أثناء مشاركة هذه الكتب مع الطفل في المنزل.

ثانيًا: توفر هذه الدراسة دليلًا قويًّا على أهمية البرامج التي تسعى إلى تطوير الروابط بين المؤسسات والمجتمع، مثل المكتبات، لزيادة أنشطة تعلُّم القراءة والكتابة المبكرة بين ذوي الدخل المنخفض من الآباء، وبالتالي سد فجوة نقص الثراء اللغوي؛ ولأن تفاعلات القراءة في المنزل ضرورية لكل من مهارات اللغة، ومعرفة القراءة والكتابة عند دخول المدرسة، وكذلك استمرار النجاح في القراءة الأكاديمية والإنجاز، وزيادة مشاركة الوالدين في مثل هذه الأنشطة حاسمة، خاصة للأطفال المنتمين للأسر ذات الدخل المنخفض، الذين يتخلَّفون في كثير من الأحيان عن ركب أقرانهم الأكثر ثراءً، في وقت مبكر من مرحلة ما قبل المدرسة أو رياض الأطفال.