نصائح في الكتابة للكاتب ديفيد أوكونيل

يتخذ كلُّ كاتب طريقًا مختلفًا للدخول في مجال النشر، ولا توجد قواعد محددة وسريعة حول كيفية القيام بذلك، وغالبًا ما يفترض الناس أن طريق كتابة القصص المصوَّرة سهل مفروش بالورد؛ لأنها قصيرة وغير معقدة، وتحتوي على شخصيات بسيطة. لكن، لنكن صريحين، الكتب المصورة من أصعب الأشياء في الكتابة، ويفترض أن يتم صنعها بعناية، واختيار كل كلمة بدقة بالغة. فكم شخص منّا لا يزال يتذكر قصة ما قبل النوم المفضّلة منذ الطفولة؟ الكتاب المصوَّر غالبًا هو أول كتاب يتعرَّف عليه الطفل الصغير، سيتعرَّف خلاله على أفكار وتجارب جديدة، سيرى صورًا ستنقله حول العالم، وربما إلى ما وراء العالم، وسيترك الكتاب المصوَّر أثرًا يدوم مدى الحياة، لذا يجب أن نتعامل مع الأمر باحترام كبير.

إليكم سبع نصائح في كتابة القصص المصورة:

  1. أنْهِ القصة أولًا: قد يبدو أنه من السخف وضع هذه النصيحة أولًا، لكنها حقًّا تمثّل أحد الفروق بين الكاتب المتمكِّن والكاتب الهاوي. ضع قصتك على الورق، واستخدم أي كلمات تريدها.. اجعلها كما تشاء حتى لو تناسيت القواعد قليلًا، فقط اكتب القصة وأنهِها بنهاية مناسبة ومُرضية، ثم قم بتروٍ شديد بقَوْلَبتها في أحد أنماط القصة. حررها، انحت جملها، شذّبها، لمِّع شخصياتها، وقم بباقي الأمور الأخرى.
  2.  انتقِ بطلًا لقصتك أمره يهمّ القارئ فعلًا، ولا يهمُّ ما إذا كان هذا البطل هو طفل أو أميرة أو بطة، فأنت تريد أن يحبّه القارئ، أن يذهب معه في رحلة ممتعة، أن يتعاطف معه، والأهم من ذلك أن يصدّقه. ومن المفيد أحيانًا إنشاء ملف تعريف بالشخصية يمكنك الرجوع إليه، بحيث تضع فيه كل تفاصيل الشخصية الشكلية والنفسية والاجتماعية، حتى لو لم توظِّف كل هذه الصفات في القصة.
  3. تذكّر أن الكتاب المصوَّر هو شراكة بين الكاتب والرسام؛ فللرسام دور متساوٍ في سرد ​​القصة.. متساوٍ ولكنه متكامل. يجب ألا تكون الرسوم التوضيحية تكرارًا للكلمات، بل يجب أن تعزِّزها. لا تقم بإحاطة الرسام بالكثير من التفاصيل والوصف، ويتوجب  أن تقترح قصتك صورًا ولكن لا توضحها. امنح الرسام حرية الإبداع والاستمتاع، فعندما يستمتعون، سينتجون أفضل أعمالهم.
  4. اهتم بتنسيق الجمل والفقرات بحيث تترك القارئ في نهاية كل صفحة بحالة تشوّق ليعرف ما سيحدث في الصفحة التالية، واجعل هذا الأمر ينجح، ليس فقط في اللحظات الدرامية الصاخبة، وإنما أيضًا في اللحظات العاطفية الهادئة.
  5. اقرأ قصتك بصوت عالٍ، والأفضل أن تجعل شخصًا آخر يقوم بذلك، فمن السهل عند ذلك اكتشاف الأخطاء أو الجمل غير المستساغة، فإذا وجدت نفسك تتعثر في بعض الكلمات والجمل فسيقوم القارئ بذلك أيضًا، فمن المهم أن تنساب الجمل إلى السمع بسلاسة تامة.
  6. أضف القليل من البهارات لجعل القصة أكثر متعة وتشويقًا، كاستخدام كلمات صوتية موحية ومعبرّة عن الحدث، فمثلًا كلمة (بووووم!) هي كلمة كافية وموحية لوصف انفجار حتى ولو لم تحتوِ الصفحة على غيرها، وكلمة (طششش) تعبّر عن السقوط في الماء، و(وززز) توحي بصوت النحلة.
  7. اجعل بدايات قصصك جذابة ونهاياتها مثيرة للدهشة، حيث تحتاج بدايات ونهايات القصص إلى اهتمام خاص؛ فالبداية تحتاج إلى جذب القارئ، ومنحه لمحة عن الشخصية، والعالم الذي يعيش فيه، والشعور بما سيأتي، وهذا أمر صعب للغاية بالنسبة إلى سطرين من النص! وبالنسبة للنهاية، اربط كل الخيوط السائبة، وتأكد من حل شخصيتك للقصة بنفسها دون أي مساعدة خارجية. ومن الممتع دائمًا إضافة  لمسة لإعطاء القارئ مفاجأة أو ضحكة مكتومة أخيرة، فهذا سوف يميز قصتك ويعيد القارئ إلى كتابك مرارًا وتكرارًا.

عن الكاتب ديفيد أوكونيل David O’Connell 

كاتب ورسام يعيش في لندن بالمملكة المتحدة، حصل على شهادة في الكيمياء الحيوية من جامعة بريستول، ثم نال درجة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية السريرية من جامعة كامبريدج. 

عمل في قطاع الكيمياء، لكن ذلك لم يمنعه من العمل في مجال أدب الأطفال، خاصة في القصص المصوَّرة وقصص اليافعين، وذلك بسبب شغفه الكبير بالكتابة والرسم. 

قدم عددًا من سلاسل الكتب الخيالية والواقعية لمجموعة متنوعة من دور النشر، ومن أعماله: The Naughtiest Unicorn و The Sunday Times، ومن أكثر كتبه مبيعًا: How to Grow Up و The Chocolate Factory Ghost.

المصادر: